الإستمتاع في العلم
رأيت مجموعة من الصغار يستمتعون بالعلم والمعرفة، و يسعون للمزيد بلا كلل أو ملل، مشاهدات تستحق المزيد من التدقيق فيها، أتوقع الإبداع من المجموعة إضافة إلى التفوق الدراسي، وهناك من هم مبدعون لكن لم ألحظ لديهم التوجه للتفوق الدراسي، ولما كان الهدف هو الإبداع وهو يتحقق باستمرار لدى البعض منهم، واحتمال خروج الإبداع من الصغار الذي وصلوا إلى مستوى الشغف بالعلم تزداد نسبته بازدياد المعرفة لديهم وبتطور قدراتهم من خلال بناء الشخصية التي بدأت بالتشكل عندهم فلا مشكلة في ذلك.
يختلف الأسلوب المتبع من قبل الوالدان أو أحدهما مع الصغار لديه، ولكن النتيجة هي أنهم يضعوا الصغار على طريق الإبداع، والأهم أن يحفّز الصغار على الإستمتاع بالتعلم في المدرسة ومناقشة ومتابعة ما تعلموه منها، ثم السعي للمزيد من خلال البرنامج المعد للصغار داخل المنزل ليس سهلا أن يخرج الإبداع قبل سن مناسبة " من 10 - 15 سنة، وهي السن التي يمكن أن يدخل الصغير فيها المسابقات على مستوى المدرسة ثم تتطور لتصبح على مستوى الدولة ثم المسابقات الدولية، وهذا لا يعني أبدا أن الإبداع لايمكن أن يخرج قبل سن العاشرة، ويعتمد كل ما سبق على أسلوب الكبار في التعامل مع الصغار من حيث التحفيز و أسلوب التعامل في تقديم المعلومات للصغار.
هناك أساليب مختلفة تتبع في التعامل مع الصغار في التعليم وتطوير الشخصية عندهم، منها مراكز التدريب بأنواعها بما فيها التي تدرب على رياضة القتال مثل التايكواندو وما إلى ذلك، وهناك المراكز التي تعنى بالتعليم للمواد العلمية والفنية، وبحسب ما هو متاح للوالدين وبما يهتم به الصغير، وأسلوب التعامل مع الصغار وطريقة التحفيز من خلال المتابعة للنشاط الذي يمارسه الطفل، يشكل الفارق بين الطفل المحفز جداً والطفل الذي لايبدو عليه أثر للتحفيز تبايناً في المستوى بين الإثنين، وقد تعرفت على من ترك التدريبات في المنتخب الوطني، لصالح الدارسة لأغراض الثانوية العامة رغم أن ذلك لم يؤثر على التفوق الدراسي الذي تحقق له عبر السنوات السابقة حيث الأهمية للمعرفة والتحصيل الأكاديمي.
نجحت أسر كثيرة في استثمار قدرات الصغار "فكل الصغار يمتلكون القدرات"، وبذلك تم بناء الثقة بالنفس عندهم و بقدرتهم على التعلم والنجاح، سعدت بانفعال صغيرة لأنها فشلت في مسابقة " لأن الإنفعال سيكون الحافز لها للسعي لتحقيق التميز في المسابقات القادمة، فالمشاركة في المسابقات تصنع الحافز عند الصغار حتى وإن لم يحققوا التفوق أوالنجاح في هذه المسابقة أو تلك. الفرص متاحة للجميع ليدفعوا بصغارهم لتحقيق التفوق المعرفي ثم الإبداع.
باسم سعيد خورما