لا تزيدي
لا تزيدي جُروحَه فهْوَ يحْيا ........في خضمِّ الجُروح منذُ قديم
عاقبتْه الأَيَّامُ ظُلمًا و حقدًا ........و سَقاه الضياعُ خمْرَ الجحيم
لمْ يعُدْ يعْرفُ السُّرورَ و لوْلا......الظلْمُ ما عاشَ في شقاءٍ أليم
حُلْمه في الحياة كانَ كبيرًا .......فتهاوى بالنَّحْس مِثلَ الهشيم
نفْسه قدْ ضاقتْ بدهْرٍ غريبٍ.........قدْ غدَا للفتى أشدَّ الخُصوم
صارَ في أرْضِه وحيدا تعيسًا........و توارى عنْه طريقُ النعيم
فارْأفي حالَهُ فقدْ صار في الليْل .........جريحًا مُصَاحِبًا للنُّجوم
و ارْحميه فلمْ يجدْ راحةً في .....عِيشة اليأس و الظلام البهيم
لا تلومي فاللوْم أمْرٌ عظيمٌ ..........و عقاَبٌ يزيدُ جرْحَ المَلُوم
ليسَ في العنْفِ و الملامةِ نفْعٌ......إنَّما النَّفعُ في الكلام الرؤوم
أنْقذيه منْ قبْضةِ الضُّرِّ حتَّى .........يَملأَ الكوْنَ بالغنَاء الرَّخيم
ما يَودُّ الغريقُ غيرَ يدٍ تُنْ........جيه منْ قبْضةِ الهَلاك الوَخيم
و امْنحيه خيْطًا يخيطُ به عيشًا .......مُريحًا و خَاليًا منْ وُجوم
لا تكُوني بعيدةً و امْنحيه ............راحَةَ البالِ في زَمان سقيم
إنَّه طَائرٌ يحبُّ الأعالي ...............فاحْمليه إلى جوار النُّجوم
إنَّ هذا الوجودَ همٌّ ثقيلٌ ..............و عذابٌ لوْلا حنانُ الكريم
لا تدومُ الأحْوالُ و المرْءُ لا بدَّ ..........لهُ ما ينْسيه دارَ الكُلوم