فجأة علم أنه فقد ثروته و أنه صار لا يملك فلسا, ذهبت الملايير, سيحجز كل شيء يملكه, لن يعود لشركته و لن يلتقي بموظفيه, تركته زوجته و حبيبة قلبه و حتى أولاده فلم يستطيعوا عمل شيء, تذكر تلك الأيام الجميلة و اللحظات الممتعة, أدرك أنه لا يمكنه ركوب جواده و لا مداعبة أطفاله و أقبل عليه مستقبل لا يعلم حاله في لحظة ندم فيها على تركه لأشياء جميلة كانت بين يديه و سوف لن تعود, أم حنون لم يرعها و والد عظيم لم يسد له خدمة, و مسجد بلدته الذي لا يزال ينتظر الإحسان, و قضية أمته التي ترعرع بين أحضاها و هي تنتظر منه الوقوف إلى جانبها يوما ما. سيصبح وحيدا و ستنزع منه ثيابه و تسلب شهواته و لن يسمح له بالشكوى, لم يصبه الجنون و لم يرتفع عنده الضغط بل هاله الموقف و ذهل لما حدث و تعطل اللسان و تجمد البدن و شخص البصر فلم يعد يعي إلا ما يرى, إنه الموت...
سيبدأ الحساب و يقضى الدين حينما ولّى زمن الاستمتاع و الحياة الدنيا.
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)" ق.
إخواني ما بالكم و قد أخبر أحدنا بأنه أفلس وفقد وظيفته و كل ماله و مات أطفاله و أصدقاؤه في لحظة واحدة و أنه سيحاكم ... ما بالنا لو أخبر بهذا وأكثر بأنه فقد كل هذا و سوف يسلب كل شهواته بل ستخرج روحه و سيحاسبه الله أكيد الموقف عظيم و لا يحتمل ولكن "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)" إبراهيم.