تقدَّموا (*)
يا شعبُ لا تتكلّموا
وتفهَّمُوا..
إنَّ الكلامَ عن الطغاةِ مُحرَّمُ
ناموا ولا تستيقظوا
واسْتَسلمُوا..
ما فازَ إلا الساكتونَ النوَّمُ
قد أغمدَ السَّفاحُ فيكمْ سيفَهُ
حتى نَعَتْكم في السماءِ الأنجُمُ
والأرضُ قد نسيَتْ لشدة حزنِها
حتى على أمواتِكم تتَرحَّمُ
والبحر يأكلُ لحمَكمْ متذمِّراً
وغدتْ بكم أمواجُهُ تتلعثَمُ
لم يبقَ للآلام منكمْ موضعٌ
ما عادَ يشفي جرحَكم إلا الدَّمُ
لا الدارُ عادتْ تستكينُ بأهلِها
كلا، ولا في أرضها تتأقلَمُ
حيطانُها قتلى وميْتٌ قاعُها
وبها الخرابُ معشِّشٌ ومخيِّمُ
والناسُ من جلدِ العراءِ بيوتُهُم
أو إنهم في حزنِهم قد خيَّمُوا
من بعدِ ما ذاقوا حلاوةَ عيشهِمْ
صارتْ مَراراً، والحلاوةُ علقَمُ
يا مَن كتبتُمْ بالدماء حروفَكم
ما أنتمُ شعبٌ أصمٌّ أبْكَمُ
فـ تقدّمُوا..
وعلى جباهِ الصاغرينَ أمامَكم
بنعالِكم، فلتبصموا
يا آخرَ الفرسانِ في أوطاننا
عِمْتُم نضالاً..
والسلامُ عليكمُ
(*) تُنشر لأول مره، تحية لثوارنا.
27/4/2015