وهلْ كحُبّ الغيد تَقْوى؟
أهيمُ على هواكِ وأنتِ نَشْوى=بسحرِك ،يملأُ الأجواءَ لَهْوا
طَوَيتُ العُمرَ في لُقياك دَرباً=ويَحْلو العمرُ في لقياك يُطوى
أُناجي في هَواكِ هُطولَ ليلي=وليسَ كمثلِهِ في الليل نَجوى
نجومُ الليلِ تذكرُني سَميراً=وليسَ يزيدُها كالعِشقِ زهوا
أهــــــيمُ ألقّنُ الأنسامَ طيباً=إليكِ أســـُــــوقُها برّاً وجوّا
إذا دربي لغيرِ هَواكِ يُفضي=مَحَوْتُ نَسيجَهُ خَطْواً فخطوا
عُديتُ بفتنةِ الحسناءِ ، مَن ذا=يقولُ :الحُبُّ لا يأتي بعَدْوى
فإني لا أرى سَهواً بِصَبٍّ=ولكنّي أرى النُّكرانَ سَهْوا
فلولا العشقُ في دمِهِ يُغَنّي=لما وَجَدَتْ رُؤى الوجدانِ سَلوى
بلا ثمرِ نعيشُ على خُضارٍ=ولا قَصْرٍ نرى في الكوخِ مأوى
بلا شِعرٍ يكونُ النثرُ عوناً=لمتْقِنِ حَرفِهِ صَرفاً ونَحوا
ولكن لا حياةَ بدونِ أنثى=وليسَ لها مَدى الأيامِ شَروى
ولا وطنٌ كمِعْطََفِها لقلبٍ=وليس كحِضْنِها في الكون مَثوى
ولنْ يجدَ الرجالُ له بديلاً=وإن ذَرَعوا المدى نوماً وصَحوا
إذا ما شئتَها عطراً تَجِدْها=وإمّا شئتَها خمراً ستُروى
وفيها خيرُ فاكهةِ الأماني=لكلّ أطايبِ الأشياءِ فَحوى
فشهدُ النحل في فمِها نميرٌ=وتحتَ قميصِها منٌّ وسلوى
وفي الخدّين أضواءٌ تهادَتْ=ملغّمةٌ بكلّ شذاً وحلوى
وطيبُ الجِيْدِ لا يَرْقاهُ طِيبٌ=يَروحُ لَهُ زكيُّ الطّيبِ فدوى
إذا مَرّتْ كطاووسٍ بجمْعٍ=رِقاباً صارَ كلّ الجمعِ تُلوى
وتفتحُ في العيونِ فُضولَ عِيْسٍ=لبئر أُتْرِعَت دَلْواً فَدَلْوا
برفقتِها يكونُ الليلُ صبحاً=وبسمتِها يكونُ الصبحُ أضوى
يقولونَ:اتّقِ الجبّار وازهدْ=أقولُ: وهلْ كحُبّ الغيد تَقْوى؟
فلولا أنّ حُبَّ الغــــيدِ زهدٌ=لآدمَ ما أباحَ اللهُ حـــــــــوّا