حين أحبك ..تدنو من أنفاسي شذى أزهارٍ برية تنثر في الأرجاء ريحان الطهر.... وأنت تسافر في براري روحي بدون توقف لا احد يحدوك ..وفي بحور قلبي تطوق شطآن أيامي و تسافر في ذاكرتي عصور تبني قصور النصر ....
فتلاحقني رائحتك كأهازيج العيد لأستعيد طفولتي بين يديك ضاحكة مستبشرة مقبلة نحو صباحات الصفو ..حين نما بخيالي برعم صوتك كانت تصغي عيوني حتى تتكحل في أصداء السحر ..كانت أصابعي تضفر خيوطا من اشعة الشمس التي ترتاد أمسياتك و ألوان أطيافك التي تنقش خطوط الطول والعرض على فستاني لأكون جديرة بمعرفة الطقس في أقاليمك ...
حين احبك أجوب الكون بأجنحة الضحكات و أرجوحتي الفضية تربط شرق غيابك في غرب حضورك ..حين احبك تنحت مناقير العصافير أحلامي بمكعبات السكر على سطح البحر /وتنسق باقات الورد مع نثرات الدر على الورق ..تحوك من خرزات الملح على جبل الجليد ..وشاحا متطرزا بالدفء على جيد الشتاء والزمهرير على خاصرة الصيف والشمس تنحني من كبد السماء ...ويتدلى الشعاع ثمارا على بقعة داجية ....
إنها لوحة لم تخطر على بال تاريخ الفن التشكيلي ..ثم يمتلئ متحفنا من زوار متعددة الجنسيات ...حين احبك يمحي الزمن وعورة الظن والكون يسافر بين وريدي ووريدك كي ينسج تاريخه من ديباج هذا البهاء وشما غير قابل للإزالة على جيد حمامة ابن حزم ...
حين احبك يُكسر حاجز الحدود ...ليتفتت زجاج البعد فيرسم لنا صراطا من رمال اللجين ... حين احبك تتصافح مساحة البعد و مسافة القرب لتكون بؤرة اللقاء... ...
حين أحبك لا أستأذن من الشمس ولا القمر ولا أبرم إتفاقية الهدنة مع أمواج الحلكة لأنها تتقلص متى ما رقص الضوء على ناصيتك... ..
حين أبحر في عينك لا احتاج الى ادوات الغوص بالرغم من معرفتي عمق بحورك.......أجزم انه من لم يغرق بها قد لا يخرج منها .....
حين تتقابل جموع نظراتي بنظراتك تسدل السماء سنابلها الذهبية وتتراقص حلقات النجوم على أنغام نسمات المسك و تصبح مجرتنا غابة يحرسها الحب و لا يدخلها الا أسراب من طيور النور التي تقتات على وريقات تسقط من أغصان أحاسيسنا ومخلوقات ضوئية تطرز شرانقها من موشحاتنا .. ..
وكل ضباب الكون لا يجرؤ على تمزيق صحو فضاءاتي حين يبتسم محياك الوضاء ..فيكون العالم حولي بساتين الحب التي تعير العشاق شرارات غرام ٍ تؤكد أن معظم الحب من مستصغر الشرر في قلبك ..لأنه في الحب ,, أنت الكون و قلبك ثمرة تفاح أزلية تتدلى من سدرة البدر....
أيها البدر متى تكتمل لأنكفئ على قلادتي التي تحتفظ بصورتك وأغنيتك ....
لأقرأ في كفيك أناشيد غدي وخرائط أمسي .. ولكن لا املك مشطا لأمشط خصلات الشوق المحترقة في سرداب المنفى القسري...يا .....
وطني