الشربيني..الرائع..
لقد اصابني الخوف في البداية لمَ ظننت ان النص ربما يكون مستفيظا بحالات الفزع والخوف التي تراودنا كلما شعرنا او قرأنا شيئا يمس الخوف بعينه،وجاءت الاحداث تبرر الخوف ذاك، فالظلمة ربما تكون فال شر عند الكثيرين، وهذا ما جعلني اشعر برغبة هولاء في تبرير الصاق الشر بالظلمة، وربما كان ابو المعاطي متعاطفا معي الامر هذا لانه مثلي عاش الحدث ذاك بخوف ووجس،ولقد اجدت في الوصف هنا وكانت اللغة متينة وقوية ومسبوكة بحرفنة، والحدث الاساسي في القصة لم يفقد توازنه بل استمر على وتيرة ونسق انسيابي متناسق، وجاءت الاستحضارات التي داهمت ذهن ابو المعاطي كصحوة للانا الداخلية له، في خضم الانا الاخرى التي واجهت العياني من الامر،قبل ان تمتزج بالانا الداخلية لتعيشا معا حالة رعب حقيقة جراء احداث صنعتهما باديها،ولقد اجدت في ابراز كنه الانا هذه في لحظات الخوف التي ربما هي الاقرب في فك عقدة الذاتن وفضح شفيرتها من اجل الافصاح عن مكنوناتها الداخلية،وهذا ما حدث بالضبط مع ابو المعاطي حيث اجبره الخوف من يستعيد تلك المكنونات التي ربما لم يكن ليخرجها لاحد، لكن الخوف اخرجها..ولقد لفت انتباهي النهاية التي جاءت تضيف قوة اضافية للنص من حيث الصياغة والفكرة، لان التوقع العادي كان سيقودنا الى ان ابو المعاطي انما بعد تعديه لمرحلة الخوف هذه وصل لقناعة اعطاء الحق لاصحابه، لكن دخول الضمير في سبات عمق حرف النص عن مساره العادي وقادنا الى نهاية اخرى، ربما جعلتنا نعي بان الخوف انما يعمر القلب بالرحمة في لحظته تلك وقلما نجد من يستمر بالرحمة من بعده.
دمت بالق
محبتي لك
جوتيار