ماذا لوْ أبْحَرنَا معاً...؟!! في بحرِ الأحلام العجيبة ، للوصول إلى أرضِ العشق ، ففيها الهجر مستحيل ، نرسم ملامح القلبِ الخَليْ ، نرى البراءة ، نستعيدُ الطُفولة ، في أوقاتِ فراغ الصوت .
هي لَحظةٌ فيها التقينا ، هَمَسَ الحب في أذني ، انتابتني أحوال وجدٍ غريبة ، استنشقت عطر السماء في نشوة اللقاء، تَهادَى في عُيوني ضوء الشمس في لحظاتِ الشروق ، تَشَبَّعَتْ في القلب ، سكنت العيون ، ذابت في الدم .
حبها وحياً من الضياء ، طيفها أسر مخيلتي ، تجاوزت حدود الحب في قلبي ، ملامحها تَحومُ في عقلي ، في عينيها أرى عمري ، نارٌ يتأجج بها صدري ، لكنها برداً وسلاماً على قلبي .
وفجأة !!
داهمني المساء ، غابتْ الشمس ، أرجوكِ عودي بالحياةِ ، يا أحلى لحظات العُمرِ .
ماذا تَفعَلينْ؟!!لماذا عكس الاتجاه تمرقين؟!!انْتَظِري لعلي أُكَذِبُ نَفْسِي ، لم أؤمن يوماً أن الخوف ينقذ ، هل ما زلتِ تُصِرِّين على أن أعيشَ غُرْبةً بيني وبيني؟!!
إذا ما الخوفُ حاصَرَني كنتُ دائماً ألجأ إلى صدركِ ، أجري خَلْفَ إحساسي بأُلفةٍ نَحوَك ، وأمام عينيك تسقط أقنعة كبريائي ، ليس سهواً بل رغبةً وحباً ، فلمَ تتعجَّلين النهاية؟!
شَتان ما بينَ الحقيقة والوهم ، تهاوت أجنحة القرب ، تَرَكَتْنِي أَتَلَظْى بأوجاعِ القلب ، أتخبط في ظلام الليل ، أستعطف الأمل ليقطع ذراع اليأس.
أريد استعادة داخلي الذي فرّ قهراً ، بعدما عَصفَتْ بهِ أعاصير الهجر .
لا أستطيع قمع انتفاضة قلبي ، في وقت عُصِبَتْ فيه أنفاسي ، ذُبِحَتْ فيه مشاعري ، وهي تتجرع الصمت بكأسٍ من فكري.
كيف أخمد بُركانَ الغَضَب بداخلي؟! حاولت البكاء فما زاده غيث دموعي إلا اشتعالا .
مرَّ المساء ، وظلَّت الأسئلة بلا أجوبة ، بلا أزمنة ، بلا أمكنة ، ثم بدأت الشمس بالشروق في مقلتيَّ ، كسَّرَت حواجز الليل في عيني ، لتعتلي مدن الحب في قلبي من جديد .
الآن أسمع حنينها ، أسكن فرحة عينيها ، أتلاشى داخلها ، أتنفس عشقي لها .
بقلم
طه عاصم