|
"عـيدٌ بأيةِ حالٍ عدت ياعـيد" |
قد قالها المتنبي وهو مجهود |
هل في متاعك أخبارٌ مسكِّنةٌ؟ |
وهل لديك لجرح القـلب تضميد ؟ |
يـاليت أنك ياعيدٌ تؤازرني |
فالقلبُ منجرحٌ والصدرُ مسدود |
قـد كنت أغـلِبُ لا حبٌّ يُغالِـبني |
ولا تتيمني عينٌ ولا جـيد ! |
حتى رمتني بطرف العين فاطمةٌ |
وكم فؤادٍ رمته الأعينُ الـســود ! |
أجْرَى القضا الحُكْمَ فانزفَّتْ إلى رجلٍ |
وزفَّ لى غـيرَهـا والـحكمُ تأبـيد |
فهل تَمُرُّ الصَّبا يومًا فتخبرَهـا |
بأنَّ قـلبي استحلته المواجيد ؟ |
وهل لها رجعةٌ أخـرى تزودني؟ |
فواجـبُ الحبِّ قبل البين تزويد ! |
ياوجه شمس الضحى لو أنها سفرت |
والشَّعر ضِلٌّ على الأردافِ ممدود |
وياتـثني غـصـون الـورد لـيِّنةً |
إذا مشيتِ وضـج المسـكُ والعـود |
كيف افترقنا على ماكان يجمعـنا؟ |
وكـيـف تحرمني منك التقاليد؟ |
وكيف قربتُ نفـسـي راضـيًا بيدي |
والبينُ طبعٌ قـد اعتزَّتْ بــه الغـيد ؟ |
هل ممكن أن يموتَ الحبُّ مختنقًا؟ |
وهل ترى أنَّ عمر الخلدِ مـحـدود ؟ |
وأيـــن أين كـــلامٌ كـنـتُ أسمعُهُ |
كأنما هـو موسـيقى وتغريـد؟! |
أيـامَ لا أحـدٌ في الأرض يعـدلـني |
وأنــتِ رأسُكِ في جنبيَّ مسنود ؟ |
وأنــتِ بالمـبسم المعـسـولِ دانـيةٌ |
كما تدنَّى بحلوِ الـكـرْمِ عنقود |
تبَّتْ يَدُ البين إذْ وافـى بمنجـلِهِ |
واغتال حقلي ، فحقلُ العمر مجرود |
إني حُسِدتُ وكأسُ الحبِّ مترعةٌ |
وكـلُّ ذي نعمةٍ لابـدَّ محسود ! |