بسم الله الرحمن الرحيم
يا مشكاة غرزت النور في رحم الظلمات ، و يا منارة بعثت الضياء إلى أفق الضياع ، و يا رسولاً للرحمة جاء و بالرحمة جاء و عن الرحمة كانت آيات ربه .
أبكيك ظلماً لفظه التأريخ قرفاً ، و مجته الأيام نكراناً ، و أسمعك أنين الروح المشتاقة إلى لقياك و كل الحنين يحدوها إلى جوارك .
أنت بأبي و أمي يا محمد ، أنت بنفس حِبي يا رسول الله ، و لست أبيع نفسي فهي أرخص ؛ و ليتها كانت هناك بالأمس تحمل خلف الأنعام عنك يوم قذفك بها شر البشر ، و ليتني كنت هنا اليوم يطوقني قبح أيدي الكفر عنك و قد دنست رسم أجمل البشر .
باطن الأرض يطلبني نجدة لأسكنه ، فطوفان الظلم يعربد راقصاً ماجناً سكران حتى مس طرفه النجس أطهر الخلق ؛ و يحي كيف يفعل ؟!
إليك يا رسول ربي ، إليك نلقاك و نلقى الصحب ، و بك نطلب الشفاعة ... و كيف نطلبها و العجز كسر السيف يذود عنك يا خير البشر ؟!
أرى الطير يغدو خماصاً إلى نصرتك و أنا القعيدة ، و أسمع هدير البحر غاضباً يغرق مدن الخراب و أنا الوحيدة ، و النفس مني على أعتاب ربي تمرغ الجبين و الدمع يحفر ؛ وا رباه انصر عبدك ، وا رباه انصر عبدك .
شفّع يا رب فيّ حبيبك محمد و لا تعتب قصوري و لا تقصيري ، فما أملك إلا حرفاً قاصراً أكتب به " اللهم " فأنا لفظة قصور لا غير . اجعلني في جواره و لا ترمني خارج حدود منازله ، فيا ضيعتي لو كان جاري غيره ، فيا ضيعتي لو كان جاري غيره .
يارب ؛ لا عزة لنا إلا بك ، و لا عزيز إلا من أكرمته ، فارفع عنا هواناً أذل أعناق الرجال يوم قذف حبيبك ، و فك أسر الحرائر بنصرة نبيك .