القرآن كما قرأته
لابد من قراءة عصرية لكتابنا المجيد ... الم يأمرنا الله تعالى ان نسير في الارض فنكتشف آيات الافاق
ثم نسير في كلامه العزيز لنكتشف قوانين السننية
اليوم سأضع بين يدي رعايتكم رؤيتي لبعض آيات القرآن راجيا ً التنقيب لغرض اثراء الحوار لهذه الرؤية
لاأزعم اني مصيب بل الاغلب اني بحاجة اليكم لتصححوا ماقد يكون مخالفا ً لضوابط الرؤية الشرعية
لكم الشكر وانتم تقرأون ولكم الشكر وانتم لي تصححون ...
اولا ً
قال الله تعالى
( هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ) الآية 1 سورة الانسان
لم يخلق الله تعالى الانسان الا بعد ان خلق له الكون الذي سخره بالكامل لخدمة هذا الانسان وجعله المخدوم الوحيد .
قبل عامين قدم الدكتور( عضو مجمع البحوث في الازهر الشريف) عبد الصبورشاهين في كتابه( أبي آدم ) رؤية علمية عن ان آدم هو ابو الانسان وليس ابو البشر وانه اول انسان مكلف بدليل الآية التي تقول ( ان الله اصطفى آدم ونوحا .. ) يقول الدكتور ان الاصطفاء يكون من عديد من الخلق وهو بداية الحضارة الدينية ولازال الكتاب ثير الجدل .
ومن علم ( الانثروبولوجيا ) استطاع الأمريكي ( دونالد جوهانسون ) انتشال هيكل ( لوسي Lucy ) المدفون في طبقات الأرض في منطقة الحبشة ، وبتطبيق تقنية ( الارغون ـ البوتاسيوم ) المشع ، أمكنه أن يحدد عمر انثى تمشي منتصبة بطول 120 سم ، وبحجم دماغ لايزيد عن 450 سنتمترمكعب ، يعود الى زمن سحيق يرجع الى 3,2 مليون سنة ، واستطاع زميله ( تيم وايت Tim White ) وبواسطة تمويل سيدة أمريكية ثرية محبة للعلم ، أن يعلن عن كشف أقدم هيكل عظمي عرف حتى الآن ، يعود الى 4,6 مليون سنة ، ضارباً الرقم القياسي في عمر الانسان السحيق ، أعطاه اسم ( ارديبيثيكوس راميدوس )( Ardipethicus Ramidus ) ) في اقتراب حثيث لجذور وجود الانسان الأولي التي تقدر بـ ( 5 - 7 مليون سنة ) في أهم كشف انثروبولوجي حتى الآن في قصة الانسان الذي اكتشفه ،
السؤال الآن : كم أصبح للانسان وهو يدب على وجه الأرض ومنذ متى بدأت قصته على وجه التقريب ؟؟ ان مانقل لنا عن تاريخ قصة الانسان انسان بناة الاهرام او هانيبال او حتى انسان قوم نوح فاننا على الحقيقة لم نورد الا قصة الانسان كلمح البصر أو هو أقرب ، فبداية قصة الانسان ودبيبه على ظهر الارض اقدم من كل هذا التاريخ . هرم خوفو بني في العام ( 2570 ) قبل الميلاد فهو يبتعد عنا في الزمن أقل من خمسة آلاف سنة ، فإذا وضعنا رقم عمر هيكل ( ارديبيثيكوس _ راميدوس )الذي انتشله تيم وايت من طبقات الأرض في شرق الحبشة وقارناه مع زمن نهوض الحضارة المصرية وحملة بناء الاهرامات ؛ فإن الرقم يقترب من واحد الى ألف ، أي أن رحلة الحضارة الانسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب ( قصة الانسان ) الذي بلغت سماكته ألف صفحة ، وهذا يفصح عن حقيقة مزلزلة عن الزمان الطويل الذي قضاه الانسان قبل دخول حياة الحضارة والمدينة ، وتُضاء الآية القرآنية إضاءة جديدة في ظل هذا الكشف
لاحظ ان الآية تقول ان الانسان سيكون شيئاً مذكوراً وهو من قبل لم يكن شيئا ً مذكورا أي لم يدخل التاريخ بعد ، الذي سيكتب عن رحلته ، فالانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لايموت جوعاً ، وبقي الوضع هكذا حتى دخل مرحلة الثورة الزراعية ؛ فتخلص من ضغط الخوف من الموت جوعاً ، لأول مرة في تاريخه الطويل ، منذ عهد انسان ( تيم وايت )