|
قالت : حروفُكَ نيرانٌ ، فقلتُ لها: |
لا أكتبُ الشعرَ إلا حين أحترقُ |
وحينَ تغلي ضلوعي لوعةً وأسًى |
وحينَ يعبثُ في أجفانيَ الأرقُ |
وحينَ تسرقُ لحظاتِ السرورِ يدٌ |
سَاديَّةٌ تذبحُ الدنيا وتصطفِقُ |
ما ذا تريدينَ من قلبٍ تُسَعِّرُه |
أشواكُ وَرْدِكِ والأحزانُ والقلَقُ؟ |
مِنْ أينَ للحرفِ يأتيني على شفَتِي |
منعمًا وأنا في ريقهِ شَرِقُ |
أَبْحرتُ في عشقكِ المجنونِ مُثقَلةً |
جوانحي بالهوى ؛ إِنَّ الهوى غَرَقُ |
كفِّي بكفِّكِ لا أدري أأنتِ معي |
أمْ أنني وسرابًا منْكِ نستبقُ ؟ |
حيرانَ أيَّ حياةٍ منكِ أقبلها ؟ |
وأيَّ مذهبِ عشقٍ فيكِ أعتنقُ ؟ |
أنا ضحيتكِ الكبرى ؛ علمتِ بها؟ |
إني تُحيِّرني في حبــكِ الطُّرقُ |
أنا وهبتكِ حبِّي لوحةً فطغَتْ |
في ظِلِّ ريشتكِ الهوجَا بها مِزَقُ |
قَدَّمْتُ عُمْرِيَ قُربَانًا إِليْكِ دمًا |
حُرًّا ففاضَ علَى فستانكِ الطَّبَقُ |
أشعلتِ كلَّ أمانينا الصِّبَاح وَمَا |
أَبْقَيْتِ غَيْرَ الرَّدى بِالحبِّ يغتبقُ |
شنقتِ فيَّ بصيصَ النُّورِ يَا أملاً |
أراهُ في قبضةِ الأوهامِ يختنقُ |
كسرتُ كلَّ المرَايا ؛ كلُّها كذِبٌ |
مَا عدتُ بعدَكِ فيمنْ حولنَا أَثِقُ |
بُوحِي بخاطركِ المكبوتِ مِنْ زَمَنٍ |
اللغزُ ليسَ جميلاً حين ينغلِقُ |
عفوًا حبيبةَ أَمْسِي لَيْسَ منْ خُلُقِي |
أَني أُحِبُّ سُدىً فالحبُّ لِي خُلُقُ |
لولا الوفَاءُ لما أشغلتُ أَخْيلَتِي |
بِزَهْرَةٍ وَلمَا تَاقَتْ لَهَا الحَدَقُ |
أَنَا هُنَاكَ إِلى الشَّمْسِ اعتلتْ عُنُقِي |
لَنْ تنحني ليَ مِنْ أَجْلِ الهوَى عُنُقُ |
أطلقتُ كلَّ رصَاصَاتي عَلى عَجَلٍ |
هيهاتَ ـ لوْ أنَّ قَلبي حَنَّ ـ تَنْطلِقُ |
فسامحيني إذا مزقتُ قصتنَا |
وَبِتُّ مِنْ رِبْقَةِ الأحلامِ أنعتِقُ |
وسَامحيني إِذَا ما عِزَّتِي انتصرَتْ |
إِنَّ الإِبَاءَ بِدَرْبِ الحُبِّ مُفْتَرَقُ |
لا تعجبي لحروفي حينَ أَنْزِفُهَا |
نَارًا توقَّدُ يخشى حَرَّهَا الورَقُ |
لا تسأليني ِلمَ النيرانُ فِي كَلِمِي؟ |
سَلِي فُؤادَكِ مَا الهِجْرَانُ مَا النَّزَقُ؟ |
إني لأعجبُ مِمَّنْ راحَ ينفخُها |
وَبَاتَ يسألنُي: مَا هذهِ الحُرَقُ؟ |
لا لستُ أخشَى على نفسِي إذا اندلعتْ |
أخشى على كفِّكِ الرَّعْنَاءِ تَحْتَرِقُ |