|
في آخر اللون ، عشبٌ هاديءٌ وربى |
علا بها النخل....حتى لامس السحبا |
وما أستطال سدىً ..بل كان مرتجلاً |
معنى الحياة ...ومعنى الموت منتصبا |
أمام أول شمس في المدار صحت |
دفئاً تشتت في أرجائها شعبا |
كان الوقوف أخضرارا..كلّه ألق |
يزهو ويمطر من أردانه رطبا |
يمّد للافق ظلاً يستطيل رؤىً |
تداعب الطين أنساماً وريح صبا |
وفوق سرب حمام مدّ أغنية |
لعالم أخر عن عينه حجبا |
للخالدين صلاة ظلها وطن |
للرائعين ومن يطوي الحياة إبا |
من ساد ..من شاد..من أعلى مسلته |
من روّض الريح..من أنمى ومن كتبا |
مناسك الحرف تدري أنها ولدت |
على رقيم بأرض الشيح ملتهبا |
أرض تشع حضارات وأخيلة |
أرخى الزمان عليها العين والهدبا |
يغتالني الان في أطراف نافذة |
ألفا سؤال على عينيّ قد صلبا |
من استحّل حراماً من طهارتها |
من خان؟؟ من زوّر الابواب؟؟ من سلبا؟؟ |
من كان من بين الرماة؟؟ ومن على |
صوت المآذن صبّ الزيت مرتقبا |
من كان يستسقي المغول؟؟ ومن مشى |
خلف الجياد؟؟؟ ومن في إثره طلبا؟؟؟؟ |
ماذا أبّث...ولي صوت ,وألف صدى |
من حبّة في الرحى نزفي يها غلبا |
تقتاتني ...ثم ترمي وجه ذاكرتي |
رملاً....لأطوي العمر مغتربا |
أو أستعير جلوداً كلما نضجت |
مني الجلود ومرّ الغيم...مكتئبا |
جفّ النهار وبات الحزن مئذنة |
تحدّر الدمع من آماقها قربا |
لي أخوتي...غير اني لست أبصرهم |
وهم كثير ...ولكن بحرهم نضبا |
أاسأل الريح عنهم؟؟ وهي من جرفت |
خيام أهلي فباتوا تحتها غربا |
يستمطرون بقايا الغيم علّ عسى |
منسية الوعد..تفري جدبهم عشبا |
طال أنتظاري وليل القدس متصل |
بليل بغداد......واحزناه....واحربا |
من لي بأهلي وقد كانوا إذا صرخت |
في ليلهم حرة ....قفّوا لها شهبا |