الله ينقذ المسلمين كما نقذ من قبل بني إسرائيل.آية الدخان وقعت.وآية أخذ الفراعنة تقوم الآن.
ويل للعرب من شر قد اقترب.
بسم الله الرحمان الرحيم.
قال الله العلي العظيم.
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ.10.
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ11.
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ.12.
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ.13.
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ.14.
إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ.15.
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ.16.
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ.17.الدخان.صدق الله العلي العظيم.
كل الرسالات السماوية تحدثت عن الغيب وما ينتظر وقوعه لتلك الأمة التي جاءتها الرسالة .
كما أنذر الأنبياء والمرسلون أتباعهم إن هم ضلوا السبيل بفتن أو كوارث أو عذاب يمس الظالمين منهم
وقد تحدث الإسلام عن كثير من الأشياء التي ستصيب هذه الأمة من خير وشر أي من وعد أو وعيد.
من أهم هذه الأحداث ما ورد في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
- اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعة . قال " إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات " . فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب . وآخر ذلك نار تخرج من اليمن ، تطرد الناس إلى محشرهم " .
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2901
وقد جعل الله مثل العرب كمثل فرعون الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد واستعبد بني إسرائيل وأنقذهم الله من جبروته.
وبالرجوع إلى معنى الدخان نرى أن الدخان الذي أرسله بركان ايزلندا هو الدخان الذي أنذر به رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام من القرآن العظيم.وكانت تلك العلامة هي التي سبقت الثورات العربية والتي كانت من الله تبارك وتعالى لينقذ المسلمين الذين استعبدهم ملوك ورؤساء العرب ووقفوا ضد دينهم الذي ارتضى الله لهم.وأزجوا بهم في السجون لا لشيء إلا أن قالوا ربنا الله.قال الله تعالى.
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)
كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.24.

وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ.25.

وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ.26.

كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ.27.

فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ.28.الدخان.
وهو نفسه مل يحصل للرؤساء العرب الآن لقد تركوا تلك القصور والجنات والنعمة التي كانوا يمرحون فيها .وأورثها الله المستضعفين في الأرض.
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ.37.الدخان.
ولنعود إلى الآية التي يقول فيها فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ.10.
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ11..أي أن الدخان هو الذي يغشى الناس وهذا هو العذاب الأليم .لقوله هذا عذاب أليم يعني الدخان .ولم يسبق
أن جاء دخان إلى الأرض فكان عذابا على الناس.
وما ذهب إليه بعض الرواة من الحديث الذي ينسب الدخان عند جوع الناس في مكة غير صحيح البتة.لأن الله يقول أن العذاب يتمثل في الدخان وليس من الجوع
وجاء في الحديث.

أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان ، قال حذيفة : يا رسول الله ! وما الدخان ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية : ?يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم? يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره
والرسول عليه وآله الصلاة والسلام قال يملأ ما بين المشرق والمغرب وهكذا كان بالفعل.
كما أن الآية تقول تأتي السماء بدخان مبين .أي أن الدخان يجيء كالسحاب تحمله السماء.
غير أن هنالك حديث آخر يبين أنه سيخرج من الأرض.
جاء رجل إلى عبد الله فقال إن قاصا يقص يقول إنه يخرج من الأرض الدخان فيأخذ بمسامع الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام قال فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال إذا سئل أحدكم عما يعلم فليقل به قال منصور فليجز به وإذا سئل عما لا يعلم فليقل الله أعلم فإن من علم الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم فإن الله قال لنبيه قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فأحصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة وقال أحدهما العظام قال وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان قال فأتاه أبو سفيان فقال إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال فهذا لقوله يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال منصور هذا لقوله ربنا اكشف عنا العذاب فهل يكشف عذاب الآخرة قال : قد مضى البطشة واللزام والدخان و قال أحدهم القمر وقال الآخر الروم .
الراوي: مسروق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3254
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وفي الحقيقة هذا الحديث لم يكن لرسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ويبين اختلافا بين المسلمين في هذا الأمر كل حسب ما سمع وفهم.
وها هي آيات رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام تظهر للعرب الذين طالبوه بآية.
محمد علام الدين العسكري