عيونكِ إرهاصٌ لقافيتي

غادرتها شابًا وضننتُ عليها في صخب السنين بالوصال ... وعدت وقد غزا الشيب مفارقي إلى أحضانها :

عُيُوْنُكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَتِي

أوَّاهُ يا جُرْحِيَ النَّضَّــــــــاحَ بالْأَلـَـــــمِ يا آهــَـــــةً فيْ الْحَشَا.. يا غُصَّةَ النَّدَمِ ماذاْ أَقولُ وَهَلْ يُرْضــــــيكِ غَاليتــــي بعضُ العَروضِ وما نمَّــقْتُ من كَلـِــمِ أُمــَّـــــــاهُ يا صَرْخَةَ الْآلامِ فيْ كَبـِـدي يـا رَعْشَةً أَزْمَنَتْ .. تَنْــسَلُّ في نُظُمي آهٍ على آهِـكِ الحَـرَّى تَضِجُّ لَــــــــــهَا أهلُ السَّماءِ وما فيْ الأرْضِ منْ نَسَـمِ رَاْوَدْتُ دُنْيا الْوَرَى عنْ زَيْفِها طَمَـــعاً و رُحْـــــتُ أُبْرِي جِرَاحاتِي بِذِي سَقَمِ غابَ الشَّبابُ فَمَا أَبْصَرْتُ مِنْ عَمَــــهٍ أنَّ الْهَنَا مُــــذْ جَــــفَا كَــــفَّيْكِ لَــمْ يَدُمِ خلَّفْتُ فيكِ أسىً يا مَبْتَدَى فَرَحــي بــَخِلْتُ فــيْ صِــلَـــةٍ يا وَاْحَــةَ الْكَرَمِ عَرَاْئِشِـي ذَبـــَلَـــتْ وَاجْتاحَـــهَا يَبَـــــسٌ فَمَــــنْ يَقِيْهَا الرَّدَى منْ فَـــأْسِ مُصْطَرِمِ قَدْ كُـنْتِ قَبْلَ الْفِرَاقِ الْمُرِّ حَاضِرَتِي وَشَــــاطِئَ الْأَمْــنِ أَرْسُــــو فِيْهِ إِنْ أُضَمِ تَسرِيْنَ مَسْرَىْ الْهَوَاْءِ الصِّرْفِ فِـيْ رِئَتِي وَتَغْـــزِلِيْنَ الْهُـــــــدَىْ نُوْراً بِعَتْمِ دَمِــــي هَجَرْتُ حِضـْــــنَكِ للدُّنـْـيا أَكــُــــرُّ بِهــاْ وَعُــدْتُ مُنْهَزِمـــــاً وَالْحِضْنُ مُعْتَصَمِي إِنْ صَامَــت الْعَيْنُ عَنْ رُؤْياكِ يا قَمَرِي فَالَّلهُ يَشْــهَدُ.. نَبْضُ الْقَلْـــبِ لَــــمْ يَصُمِ يا نَمْنَمَاتِ وُجـُــوْدٍ زَاْنــَـهُ أَلَقـَـــــاً فِيْكِ الْخَبيْرُ.. وَيا فَيْضَاً مِنَ النِّعَمِ يا مـِـهْرَجانَ حَنَانٍ كُنــــْـتِ حــُـلَّتــَـهُ أَنَّـى ارْتـَــــداكِ .. فَلَوْلَا أنْتِ لمْ يُقَمِ ويـَـا يــَـديْكِ الَّتــي غَنــــَّتْ قَصَائِــدَهَا لـَحْناً عَلىْ شَعْرِيَ الْمَشْغُوفِ بالنَّغَمِ فِيْ قَلْبِكِ انْصَهَرَتْ كُلُّ الْقُلُوبِ عَلَـــىْ نَبْضٍ شَـدَا فِيْهِ طَيْرُ الْحَرْبِ لَلسَّلَمِ مِنْ فَجْرِكِ ارْتَشَفَتْ كُلُّ الزُّهُورِ شَذًا ولَقَّنَـــتْهُ النَّدَىْ فَانْــسَابَ فِي النُّسُمِ أَنْتِ الْحَقِيْقَةُ لا شَــكٌّ يُساوِرُهَـــــــا بـِـُنوْرِهَا سَـرْوَتِي فِي حَالِكِ الظُّلَمِ أَنـــْتِ الْعُيُونُ فَمَا جَفــَّــتْ مَنَابِعُهَـــا أَنــْـتِ الثُّلُوجُ إِذَا انْسَابَتْ مِنَ الْقِمَمِ أَنْتِ الْعَوَاطِفُ فِي الْلَيْلِ الْعَتِيِّ سَـــــمَتْ مِنْكِ الْمَبَادِىءُ .. أَضْحَتْ مَنْهَلَ الْقِيَمِ وَفِـــي عُيُونـِـــكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَــتِــــــي وَدَمْــعُهَا رَافِــــدٌ لِلْبـَـوْحِ فِي الْقَـــلَــمِ وَعَلَى ذِرَاعِكِ أُمِّي صُـــغْتُ ذَائِــقَتــــِي لَــقَّنْـتِـني الوَحْيَ إِذْ مَارَسْتِهِ بِدَمِي خُطُـــوطُ كفِّـكِ يا أُمَّــاهُ خَارِطَتـــــِـــي فـِــي سَمْتِهَا الْمُهْتَدَى بِالشَّمْسِ وَالنُّجُمِ فَكَــيْفَ أَهْجُـــرُ آلائِي إِلَــــى زَبــَـــدٍ وَكَيــْـف أَعْــــبُرُ لِلدُّنــْـــيَا بِلا رَحِـــمِ هذَا وَلِيْدُكِ يَا أُمِّــــي غَدَا هَرِمــــــاً حـَــــطَّ الرِّحَالَ عَلَى رَسْمٍ لَهُ هَرِمِ أُمَّاهُ رُحْمَاكِ لَا تَسْتَبْشِرِي فَرَحَــــــاً بــِعَوْدَتِي .. فَأَنَا مَنْ تَـاهَ فِي حُلُمِي أَنَا الْمَلُــومُ لِمَا كَابــَـدْتِ مِنْ صَلَـــــفِي أَنَا الْجَحُوْدُ بِمَا أَسْلَفْتِ فَاخْتَصِمِي غَادَرْتُ لَا عُذْرَ لِي عَمْـــدَاً إِلَى تـَـرَفٍ فَـــكَــــيْفَ أُفْلِتُ يا أُمِّي مِنَ التُّهَمِ مَا ضَمَّــنِي الْيـَــــمُّ فِي التَّابُوتِ مُخْتَبِئَاً وَلَا قَمِيْصِيَ رَدَّ الطَّــرْفَ حِيْنَ رُمِي أَلَسْــتُ مَنْ عَافَ يَا أُمَّـاهُ أَنْجُـــــــــمَهُ وَرَاحَ يَرْفُــــلُ فِـي ثَوْبِ الــدُّنَا الْقَزِمِ رُحْمَاكِ لَا تَصْفَــحِي .. أَوْ تَغْــفِرِي زَلَلِي فَـــــذَا وَرَبُّ الْسَمَا أَقْــسَى مِنَ النَّقَمِ وَ الدَّمْعَةُ الْسُفِـــحَتْ فَوْقَ الْخُدُوْدِ لَظَىً تُفْضِي إِلَيْكِ بِمَا فِي الرُّوحِ مِنْ ضَرَمِ هَاتِــي نِعَالـَكِ يَا أُمَّـــــــــاهُ أَلْثِمُــــــــــهَا وَأَطْلُــــبُ الْخُـــلْدَ لِي مِنْ أَخْمَصِ الْقَدَمِ لَا نِمْـتُ لَا صَالَحَـــتْ نَفْسِي مَضَاجِعُهَا وَجَــــفْنُ غَالِـــيَتِـي الْمَقْـــرُوحُ لَــمْ يَــنَمِ إِنـــِّـي لَأُقْسِــــــمُ يَا أُمَّــــــاهُ لَا مَــلِــــقَاً وَلْيَشـهَد الْخــالِقُ الْمَـوْلَى عَلَى قَسَـــمِي عَــهْــدَاً سَـــأَبْقَى إِذَا مَا العُمْرُ أَسْعَفَنِي طَوْعَ الْإِشَارَةِ مِنْ عَيْنَيْكِ فَاحْتَكِمِي

شاعرنا الكبير الأستاذ وليد الرشيد ..
هنا يطيب لي أنأنحني إعجابا بشاعريتك الفذة وعاطفتك الراقية وروحك التي تجود بأنبل المشاعر
هذا هو الشعر الذي يروي القلب والأرواح ويزرع فيها أجمل القيم
هذا هو الشعر الذي يبقى ..
تحيتي أيها الرائع
والقصيدة للـ تثبيت

قصيد طافح بالعواطف الصادقة والمقاصد الشريفة ،والقيم النبيلة التى يحتاجها مجتمعنا اليوم،أضافة إلى جودة الصياغة ،وجمال التعبير ...تحية وتقدير

[COLOR="Magenta"]

عُيُوْنُكِ إِرْهَاصٌ لِقَافِيَتِي

إقتباس للقصيدة كاملة .

==========

ما قرأناه ليس بعض عروض و كفى ،

ما قرأناه هو الشعر الحقيقي ، الذي يخاطب المشاعر و يستفز القلوب ، و يلامس أعمق الأعماق .

كيف و هو يخاطب سيدة الأكوان ، و نبع الحنان ، و من تحت أقدامها تسكن الجنان !!

الأم ، الوطن ، الأرض ، السكن ....

عيونها إرهاص للقوافي و محرّك للنبض، و فتيل لتشب المشاعر فينا حارقة ، لكنها عذبة .

متّعك الله برضاها ، و جعل بوحك مفتاحا لباب برّها ،

تثاب بكل حرف فيه ، يتلوه قارئ ، على مدى الزمان ،

صدقة جارية لطلاب المحبّة الخالصة و الرضا المنشود ، و المغنم الحقيقي .

الأخ الشاعر وليد عارف الرشيد ،

دمتَ و حرفك البارع السامق .

و أشكر الدكتور مختار على تثبيت القصيدة ، فإن بها طيف امرأة تستحق أن نقف لها إجلالا ،

و بها أحاسيس بنوّة و انتماء تستحق كل التقدير و الاحترام .

إِنِّـي لَأُقْسِـمُ يَــا أُمَّــاهُ لَا مَلِـقَـاًوَلْيَشهَد الْخالِقُ الْمَوْلَـى عَلَـى قَسَمِـي
عَهْدَاً سَأَبْقَى إِذَا مَـا العُمْـرُ أَسْعَفَنِـيطَوْعَ الْإِشَارَةِ مِـنْ عَيْنَيْـكِ فَاحْتَكِمِـي


يضمد هذا منك ما فات أخي الفاضل المبدع
قصيدة من أروع ما قرات في الأم وحنانها
غنية مبكية كلها الجمال والابداع و الحقيقة
تحياتي لشعرك الوارف العاطفة اخي وليد عارف الرشيد
مبدع أنت وأي مبدع

قـدْ كُنْـتِ قَـبْـلَ الْـفِـرَاقِ الْـمُـرِّ حَاضِـرَتِـي ....وَشَـاطِـئَ الْأَمْــنِ أَرْسُــو فِـيْــهِ إِنْ أُضَـــمِ
تَسرِيْنَ مَسْرَىْ الْهَوَاْءِ الصِّرْفِ فِيْ رِئَتِي .... وَتَغْـزِلِـيْـنَ الْـهُــدَىْ نُـــوْراً بِـعَـتْـمِ دَمِــــي
لله درّك شَاعِرَنا القدير وليد عبد الغفار ، قديماً قال شيخُ المعرّة عليه رحمة الله :
لا تَطْلُبنّ بِآلة لك رُتبة ... قلمُ البليغ بغير جدّ مغزلُ
وهذه القصيدة قد بلغت من الجدّ مداه ، فبارك الله فيك وزادك من فضله
دمت ودام إبداعك أخي
تحياتي والمودة

شاعرنا الكبير الأستاذ وليد الرشيد ..
هنا يطيب لي أنأنحني إعجابا بشاعريتك الفذة وعاطفتك الراقية وروحك التي تجود بأنبل المشاعر
هذا هو الشعر الذي يروي القلب والأرواح ويزرع فيها أجمل القيم
هذا هو الشعر الذي يبقى ..
تحيتي أيها الرائع
والقصيدة للـ تثبيت

بارك الله بك أيها الأخ الكريم والأديب الأريب ... أخجلني ثناؤك وتثبيتك .. أشكر الله أنها نالت استحسان مبدعٍ بمثل قامتك
مودتي وامتناني وتقديري

قصيدة سامق مبنى ومعنى

وقفت على عتباتها مبهورا بهذه الشاعرية المتدفقة
بما حملت م اجمل المعاني والتكريم لهذه المرأة " الأم "
وعظيم مكانتها وقد احستن القيام بدور الإبن البار لها الى اعلى درجات البر
بشاعرية واضحة وتصوير وتضمينات جاءت في مكانها

احييك ايها الحبيب على نص اعتبره لي ولك ولكل ابن او ابنة

يعترفون بدور الأم

دمت مشرقا

طاب الشعر والحرف هنا

وسعدت بحضوري


نص بديع حقا

تحيتي لك

أوَّاهُ يا جُرْحِيَ النَّضَّــــــــاحَ بالْأَلـَـــــمِ = يا آهــَـــــةً فيْ الْحَشَا.. يا غُصَّةَ النَّدَمِ
السلامة والصحة لعينيها
تصورت لما قرأت غصة الندم بعد جرح نضاح بالألم أنها غابت ، حفظها المولى وأطال بقاءها
حتى أعادني من الوجع الذي يحدثه عندي هذا المعنى قولك في البيت الذي يليه
ماذاْ أَقولُ وَهَلْ يُرْضــــــيكِ غَاليتــــي = بعضُ العَروضِ وما نمَّــقْتُ من كَلـِــمِ


آهٍ على آهِـكِ الحَـرَّى تَضِجُّ لَــــــــــهَا =أهلُ السَّماءِ وما فيْ الأرْضِ منْ نَسَـمِ
صورة فاقت بقوتها الجمال

غابَ الشَّبابُ فَمَا أَبْصَرْتُ مِنْ عَمَــــهٍ = أنَّ الْهَنَا مُــــذْ جَــــفَا كَــــفَّيْكِ لَــمْ يَدُمِ
أي صدق في الحس وأي ألق في التعبير

قَدْ كُـنْتِ قَبْلَ الْفِرَاقِ الْمُرِّ حَاضِرَتِي = وَشَــــاطِئَ الْأَمْــنِ أَرْسُــــو فِيْهِ إِنْ أُضَمِ
هي هي
لا أعظم منها في دنيانا ولا أحن ولا أكثر حبا واحتضانا لآلامنا ومواجعنا

إِنْ صَامَــت الْعَيْنُ عَنْ رُؤْياكِ يا قَمَرِي = فَالَّلهُ يَشْــهَدُ.. نَبْضُ الْقَلْـــبِ لَــــمْ يَصُمِ
وما كان نبض القلب ليغفل ذكرها أو يسلو صورتها ومناجاتها غائبة وحاضرة

وَعَلَى ذِرَاعِكِ أُمِّي صُـــغْتُ ذَائِــقَتــــِي = لَــقَّنْـتِـني الوَحْيَ إِذْ مَارَسْتِهِ بِدَمِي
أخشى أن تحريك الثاني الساكن في مستفعلن ليست من جوازات البسيط
فلو أنك قلت على ذراعك أمي دون عطفها بالواو

مَا ضَمَّــنِي الْيـَــــمُّ فِي التَّابُوتِ مُخْتَبِئَاً = وَلَا قَمِيْصِيَ رَدَّ الطَّــرْفَ حِيْنَ رُمِي
صورة بديعة وتعبير مدهش بجماله


وَ الدَّمْعَةُ الْسُفِـــحَتْ فَوْقَ الْخُدُوْدِ لَظَىً = تُفْضِي إِلَيْكِ بِمَا فِي الرُّوحِ مِنْ ضَرَمِ
رغم أن تعريف الفعل بأل بات شائعا لكني وجدت القصيدة أحلى وأعلى من أن يكون فيها ذلك ، فقلت أتطاول فأقول لو أنك وجدت في الكلم عنها بديلا ليصفو بهاء هذه المعلقة

أحسنت التعبير عن الندم وإعلان التوبة، وجميل على قلبها أن تجد فينا ندما على التقصير وتوبة عنه
قصيدة بديعة حرفا وحسا ونصا وانسياب فكرة وجرس

أبدعت شاعرنا
لا فض فوك

تحيتي