أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2014
    الدولة : المغرب_مراكش
    المشاركات : 118
    المواضيع : 26
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

    أما بعد :
    فالغرض من هذه الصفحة التعرف على علم المتشابه اللفظي ، نسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص لوجهه الكريم والإصابة في الأقوال والأعمال ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المستعان ، وعليه التكلان .

    "أعمال البِّر يطيقها البَّر والفاجر، ولكن لايصبر عن المعاصي إلا صِدِّيق"

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2014
    الدولة : المغرب_مراكش
    المشاركات : 118
    المواضيع : 26
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المبحث الأول : مفهوم التوجيه والمتشابه اللفظي ، وفيه مطلبان :
    المطلب الأول : مفهوم التوجيه ، وفيه مسألتان :
    المسألة ألاولى : مفهوم التوجيه في اللغة:

    التوجيه مصدر الفعل الثلاثي المضعف العين (
    وجه)، وله في المعجم العربي معان كثيرة تستفاد من السياقات الواردة فيها، إلا أن معنى السبيل والقصد والجهة أكثر المعاني استعمالا، يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: "الوجه: مستقبل كل شيء. والجهة: النحو. يقال: أخذت جهة كذا، أي: نحوه."[1]، وفي مقاييس اللغة: "الواو والجيم والهاء أصل يدل على مقابلة الشيء، ووجهت الشيء جعلته على جهة واحدة، وأصل جهته وجهته".[2] وجاء في لسان العرب: "وجه الكلام السبيل الذي تقصده به، وصرفت الشيء عن وجهته، أي سننه، وجهة الأمر ووجهته: وجهه، والوجهة جميعا: الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده، وظل وجهة أمره أي قصده، والوجهة: القبلة، وشبهها في كل وجهة؛ أي في كل وجه استقبلته وأخذت فيه "[3]، "ويقال: وجه الإنسان محياه، والمواجهة المقابلة، ولقيه وجاها ومواجهة، قابله وجها بوجه"[4]. فالفعل(وجه) والفاعل (موجه) والشيء الذي وقع عليه فعل الفاعل (موجه) والفعل برمته (توجيه) يقال: وجهت الريح الحصى توجيها إذا ساقته... ويقال قاد فلان فلانا فوجه أي انقاد واتبع، وشيء موجه إذا جعل على جهة واحدة لا يختلف"[5] والتوجيه في الكلام هو محاولة الكشف عن السبيل الذي قصد إليه، أو قصد منه ببيان أصله ومعناه، فالتوجيه إذن لا يكون إلا حيثما يكون هناك شيء صرف عن جهته ويتطلب الكشف عن وجهته، والتوجيه يعني العملية التي يقوم بها الموجه لأجل إعطاء شيء ما وجهته، وبعبارة أخرى الكشف عن وجهة الشيء ببيان أصله.
    نستخلص مما تقدم أن المعنى الإجمالي لمادة (و ج ه) ينحصر في دلالة الطريق المؤدي إلى مقصد محدد أو يشير إلى جهة بعينها، إذا فالمعنى اللغوي يشير إلى العملية التي يتم من خلالها الكشف عن الطريق الذي ينبغي أن نسلكه للوصول إلى الأمر المراد منه. كما أن لهذه اللفظة دلالة اصطلاحية ارتبطت بسياقاتها المعرفية المتواردة فيها وهو ما سنتطرق إليه من خلال المحور الموالي.
    المسألة الثانية : مفهوم التوجيه في الاصطلاح :
    ذكر الجرجاني تعريفين لمصطلح التوجيه الأول منهما لا يناسب توجيه المتشابه اللفظي وهما كما يلي :
    الأول : هو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين ، كقول من قال لأعور يسمى عمرا : خاط لي عمرو قباءْ ..... ليت عينيه سواءْ
    الثاني : إيراد الكلام على وجه يندفع به كلام الخصم ، وقيل على وجه ينافي وجه الخصم .[6]
    والتعريف الأول لا يليق بتوجيه المتشاب اللفظي وذلك لأسباب منها :
    · أنه وقف التوجيه فيه على وجهين ، وتوجيه المتشابه اللفظي قد يحتمل وجوها قد تزيد على ذلك .
    · أنه قال محتملا وجهين مختلفين وفي توجيه اللفظي قد يحتمل وجوها مختلفة لكنها غير متناقضة ، إذ إن كل لفظ يتكرر ، ينزل منزله الجديد ، بمعنى جديد حسب السياق الذي نزل فيه .
    أما التعريف الثاني فهو في غاية الدقة خاصة حين يقصد به دفع قدح الملحدة المغرضين ، الذين بهم داء خطير دواؤه توجيه الأئمة الأعلام للمتشابه اللفظي في القرآن .
    وقد عرفه الدكتور عبد العزيز الحربي في رسالته للماجستير بقوله : "وحقيقة التوجيه في العلوم هي أنه إذا وقعت صعوبة في فهم كلام ما من قرآن أو حديث أو أثر أو شعر أو غير ذلك يقف الشارح عند ذلك الكلام الذي قد يفهم على غير الوجه الصحيح أو قد لا يفهم أصلا ، أو يفهم مع انقداح في النفس يوجب استغرابه ، يقف عند ذلك الشارح وييسر تلك الصعوبة ويحل كل غموض ."[7]



    [1]" العين"،الخليل بن أحمد الفراهيدي ، تحقيق : مهدي المخزومي ، وإبراهيم السامرائي ، مادة (و ج ه).4/66

    [2] "معجم مقاييس اللغة"، ابن فارس ، تحقيق : عبد السلام هارون ، دار الجيل ، مادة (و ج ه).6/89.

    [3] "لسان العرب"، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي (ت: 711هـ)،ط.الثالثة - 1414 هـ،دار صادر – بيروت. مادة (و ج ه)،13/556.

    [4] نفسه،13/557.

    [5] نفسه،13/558.

    [6]التعريفات ، الشريف الجرجاني ،تحقيق :إبراهيم الإبياري ،ط1 ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 96 .

    [7] توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيرا وإعرابا ، عبد العزيز بن علي الحربي ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، كلية الدعوة وأصول الدين ، قسم الكتاب والسنة ، 62 .

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2014
    الدولة : المغرب_مراكش
    المشاركات : 118
    المواضيع : 26
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    [SIZE="6"]المطلب الثاني : مفهوم المتشابه اللفظي ، وفيه مسألتان :
    المسألة الأولى : مفهوم التشابه في اللغة
    :
    الشِّبه والشَّبه والشبيه : المثل ، والجمع أشباه .
    وأشبه الشيءُ الشيءَ :ماثله ، وفي المثل : من أشبه أباه فما ظلم .
    وأشبه الرجل أمه وذلك إذا عجز وضعف .
    وأشبهت فلانا ، وشابهته ، وتشابه الشيئان ، واشتبها :أشبه كل واحد صاحبه ، وتقول : أشبه فلان أباه ، وأنت مثله في الشِّبه والشَّبه ، وتقول في فلان شبه من فلان ، وهو شِبهُهُ وشَبَهُهُ وشَبيهُه ، وقوله تعالى : {وأتوا به متشابها }البقرة 25 ، ليس من الاشتباه المشكل ، إنما هو من التشابه الذي بمعنى الاستواء ، وكذلك كل شسء يكون سواءً فإنها أشباه ، وفي الحديث : " عن زياد السهمي قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُسْتَرضع الحمقاء فإن اللبن يشبه " ، وفي التنزيل : {مشتبها وغير متشابه } الأنعام 99 ، وشبه إذا ساوى بين شيء وشيء ، وفيه شُبهة منه : أي شبه ، وفي الحديث " الدَِياتٍ دية شِبه العمد أثلاث " .
    والمتشابهات المتماثلات ، وتشبه فلان بكذا ، والتشبيه التمثيل .
    وشبَّه الشيءُ إذا أشكل .
    والمشْتبهات من الأمور المشكلات ، وتقول شبَّهْتَ عليَّ يا فلان إذا خلَّط عليك .
    واشتبه الأمر إذا اختلط .
    والشبهة : الالتباس ، وأمور مشْتَبِهة ومُشَبِّهَة ، وجمع الشَُبهة : شُبَه ٌ .
    وشبَّه عليه خلَّط عليه الأمر حتى اشتبه بغيره ، وفي التنزيل العزيز : { منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } آل عمران 7 .[1]

    المسألة الثانية : مفهوم المتشابه اللفظي في الاصطلاح :
    نبدأ بمؤسس هذا العلم الخطيب الإسكافي رحمه الله حيث إنه لم يخص اصطلاح المتشابه اللفظي بتعريف ، وإنما ذكر ذلك حينما نوه على مبعث ومادة كتابه فقال : " تدعوني دواع قوية يبعثها نظر ورؤية في الآيات المتكررة بالكلمات المتفقة والمختلفة ، وحروفها المتشابهة المنغلقة والمنحرفة ، تطلبا لعلامات ترفع لَبْسَ إشكالها ."[2]
    وكذلك الغرناطي لم يضع له بيانا ، وإنما قال في معرض الإشارة إلى موضوع كتابه :" وإن من مغفلات مصنفي أئمتنا – رضي الله عنهم –في خدمة علومه ، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه ، توجيه ما تكرر من آياته لفظا أو اختلف بتقديم أو تأخير ، وبعض زيادة في التعبير ." [3]
    وجعل ابن عقيلة المتشابه اللفظي أحد علوم القرآن ، وجاء ترتيبه في كتابه العلم الثالث والعشرين بعد المائة وسماه بعلم الآيات المتشاكلات المتقاربات ، وقال عنه : " ونذكر من هذا النوع ما تشابه من الآيات وما قارب بعضها بعضا ، ويكون بزيادة ونقص يدركها أهل الفهم الثاقب ."[4]
    وهو عند الزركشي باسم علم المتشابه أي المتشابه اللفظي وعرفه قائلا : " وهو إيراد القصة الواحدة في صور شتى ، وفواصل مختلفة ، ويكثر في إيراد القصص والأنباء ، وحكمته التصرف في الكلام ، وإتيانه على ضروب ، ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك ، مبتدأ به ومتكررا ." [5]
    وعرفه محقق درة التنزيل آيدين : " إن المتشابه اللفظي في آيات القرآن الكريم هو أن تجيء الآيات القرآنية متكررة في القصة الواحدة من قصص القرآن أو موضوعاته في ألفاظ متشابهة وصور متعددة وفواصل شتى وأساليب متنوعة تقديما و تأخيرا وزيادة ونقصا وذكرا وحذفا وتعريفا وتنكيرا وإفرادا وجمعا وإيجازا وإطنابا وإبدال حرف بحرف آخر أو كلمة بكلمة أخرى ونحو ذلك مع اتحاد المعنى لغرض بلاغي أو لمعنى دقيق يراد تقريره لا يدركه إلا جهابذة العلماء وأساطين البيان ."[6]
    [/SIZE]

    [1] ابن منظور ، لسان العرب ، مج 4 ، ج24 ، 2189~2191 .

    [2]درة التنزيل وغرة التأويل ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالخطيب ، ط 1 ، دار الكتاب العلمية ، بيروت – لبنان ، 1995م ، 3 .

    [3] ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحادوالتعطيل في توجيه المتشابه من آي التنزيل ، أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي ، ط 1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، 2006 م ، 1 / 7 .

    [4] الزيادة والإحسان في علوم القرآن ، ابن عقيلة المكي ، ط 1 ، جامعة الشارقة ، الشارقة – الأمارات العربية المتحدة ، 2006 م ، 6 / 336 .

    [5] البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين الزركشي ، تحقيق : محمد أبو الفضل ، ط 1 ، دار إحياء الكتب العربية ، مصر ، 1 / 112.

    [6]تحقيق درة التنزيل ، مصطفى آيدين ، 1 / 53 .

المواضيع المتشابهه

  1. معاني "الذكر" في القرآن الكريم.. من (الإتقان في علوم القرآن)
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى المُعْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-07-2020, 08:55 PM
  2. التوكيد اللفظي ليس له محل
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-04-2013, 09:22 PM
  3. مَنْظُورُ فَوَاصِلٌ فِي الْقُرْءَانُ الْكَرِيْمُ
    بواسطة عصام الكردي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-08-2012, 11:28 PM
  4. وسيلة إحداث المشترك اللفظي الكاذبة
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-05-2009, 11:42 AM
  5. توجيه من الإشراف
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 29-10-2005, 08:12 PM