أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: تحـــايل

  1. #1
    الصورة الرمزية وفاء العمدة قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : مصر - أسيوط
    المشاركات : 80
    المواضيع : 6
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي تحـــايل

    تحــــايل
    ( من مجموعة "بينما" )
    النوم راوغني كثيراً..ككل ليله , يبدو انه ودع جفنيّ ,حاولت استرضاءه , ترويضه , علهّ يرسو على ضفاف عينيّ المملوءتين بالقلق واللهفة ,
    فيطفئ جمرات انفعالاتي العطشى لك , او علّى أحظى بلحظات هدنة , اسكت فيها شجار افكارى التي تركض داخل عقلي العاجز عن إيجاد حل او تفسير ,
    كيف يستطيع الابتعاد عنى كل تلك الفترة ؟ بعد كل الذي بيننا من توحد وجداني و روحي .
    رن الهاتف رنينا متواصلا , في لهفة شديدة صار جسدي كله أذناً كبيرة , صوت انثوىٌّ يقول هنا مستشفى ,لم أركز معها على باقي الاسم ,
    علت دقات قلبي صوتها ,لحظات كأنها دهر مر بى ,عاد الصوت مرة أخرى يقول ,انتظري معي سيدتي لحظة , معذرة وجدت رقمك هذا فى هاتفة الخاص مكتوب (زوجتي )
    يبدو انكِ فى بلد أخر ,يبدو ذلك من الكود , لقد جاء هنا اثر حادث , كان في حاله إغماء يمكنك ألآن الحديث معه , أتاني صوتك الحبيب المتعبة نبراته ,
    تتسلق بوهن شجرة احتياجك الشديد لي ,أوجاعك تشكو لي , وأنت تطمأنن انك ستكون بخير, لكن ألآمك تسللت على الفور إلى روحي ,
    تمكنت منى جروحك الحية عندما علمت حقيقة حالتك , انتابني شعور بالفقد والتعاسة والعجز , ماذا تراني افعل وبيننا كل تلك الأسلاك الشائكة من الموانع والمسافات والمدن البعيدة ,
    كم تساوى هذه اللحظة بالدينار .؟؟ هل حسبتها ؟ هل أصبح العمر يحسب بالدينار ماذا يساوى ؟؟
    الساعة ألان تدق الرابعة صباحاً ,وأنا فى حجرتنا اقبع ,قلبي يهدر بعنف , دموعي لا تتوقف عن الانهمار ,اقطع الحجرة ذهابا وإيابا ,
    وعقلي يشد أول خيط بيننا ,كانت كلمة حبيبتي , قلتها وأنت تنظر إلى , أحييت بداخلي كل بساتين الحياة التي كادت تجف, كل يوم عمل مشترك
    وزملاء كثر , لكن نظراتك الحنون التي كنت تخصني بها ,والتي كانت تلتقط من عينيّ كلمات العشق العالقة بهما تتداوى بذوبانها فى عينيك
    ,اربت بكل ما فىّ من هيام بك على روحك المستعرة بنار الفقد والوحشة لي, أسقطت بعدها كل خطوط دفاعي ,
    وهدمت كل حصوني التي ظللت أشيدها حولي ضد كل المخلوقات العجيبة التي تسمى الرجال.
    والتي لا تؤمن بأن امرأة بعينها هي كل الحياة له ,لا كما تؤمن هي أن رجل بعينه يحنو عليها ويحبها ,تحبه يعفها ,تعفه , هو الحياة بأسرها .ش
    أعطيتك أنت وحدك كل مفاتيح البوح, صرت لي , صرت لك وسط فرحة الجميع .ورغماً عن الحاقدين ,الذين اتهموني بالغفلة ,الرومانسية الغير واقعية
    ,واني سأفيق على ما هو أمر كنت ابتسم فى وجوههم باستعلاء الواثقة ,وأقول لنفسي أنهم لا يعرفونك ,لا يعلمون من أنت أيها الرجل الحبيب .
    حاولت أن اهرب من ثقل افتقادي لك ,ومرور عام آخر على انشطارنا كلُ فى واد ,أحاول استرجاع مكالمتي لك ..
    تذكرت ألان , نادينني بغير أسمى لم انتبه لحظتها من هول ما فوجئت به , يقتلني القلق , لا ادري ماذا افعل, هرولت مسرعة ,
    توضأت , استخرت الله ,وقر في قلبي أن أسافر لك على اول طائرة مهما كان الثمن , لن اطمئن حتى أراك بعيني ,علّى اخفف بتواجدي بجوارك بعضا من آلامك
    ساعتين مرتا كأنهما شهور طويلة , يقتات القلق بأعصابي. هرولت إلى المستشفى , قدمت اوراقى , ذهبت إلى غرفته منعتني الممرضة المسئولة عن غرفته
    قلت لها بنبرة حادة انا زوجته , فغرت فاها مشدوهة ,وقالت وكلماتها تتعثر على شفتيها ,ز و ج ت ه موجودة بالداخل تركتها غارقة في دهشتها ودخلت الغرفة .
    لست أدرى من أين جاءنى هذا الهدوء القاتل وأنا أراه امامى لعلى قلت لنفسي , انه لا فائدة من إستجداء المشاعر,طالما التفت لغيرى ؟
    .ربما لا اذكر غير انه كان مدادا على سريره ,معصوبة رأسه بالشاش والقطن ,بجواره امرأة تحتضن يده بين يديها , اقتربت منه ,
    ولم التفت إليها ,سألته كيف حالك الآن حبيبي , ازدرد ريقه بصعوبة ,
    وقال الحمد الله بخير ,وأردف قائلا لا تظنين بى ظن ال...,وضعت يدي على فمه , قلت له بلهجة ساخرة لا تكمل حبيبي ,
    اعلم أنها كانت وحيدة فى بلاد الغربة وأردت أن تعفها ,أليس كذلك ؟؟.فأنت رجل شهم , أم أن هناك سيناريو أخر , لا يهم تعددت الأسباب ,
    هل لي ان اطلب منك شيئاً , قال تحت أمرك حبيبتي , هززت رأسي ساخرة وأنا اردد بصوت واهن متخاذل , حبيبتي !!!
    كم هي تافهةٌ تلك الكلمة ألان , لا أريد منك سوى كلمتين فقط...قالهما لي , أنتِ طالق
    تنفست بعمق ,وكأني لم أتنفس منذ سنوات عبرت .
    فتحت ممرات روحي فى محاولة منى أن القي ببقاياك الى الخارج كى يهدأ حنيني إليك..تدريجا ويزول ,وأتجول في براحها وحدي ,
    اشعر بالأمن في زوايا الروح الآن فقط أنا معي...نتمدد في شسوعة الوجع ....
    ذلك القاسم المشترك ..... بيننا .
    دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانى

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,146
    المواضيع : 318
    الردود : 21146
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    الله .. الله .. ما أجمل ما كتبت ـ لم تكن حروفا ما قرأت
    ولكنها خيوط متشابكة من المشاعر والأحاسيس..
    ومن أقدر من المرأة على وصف وترجمة أحاسيسها..
    وصفت المرأة عندما تحب .. فهى تحب بعمق وبكل ما خلق
    الله فيها من مشاعر ، تهب من أحبت كل ما تملك وجد وحنان
    والمرأة .. إذا شعرت بالقلق والشوق والحنين، تصبح كجمرة
    من نار تحرق وتحترق.
    فإذا ما أكتشفت الزوجة الخيانة ، وأن من أحبت قد استباح نقاءها
    واستبدل الوفاء بالخديعة:

    (هززت رأسي ساخرة وأنا اردد بصوت واهن متخاذل , حبيبتي !!!
    كم هي تافهةٌ تلك الكلمة ألان , لا أريد منك سوى كلمتين فقط...قالهما لي , أنتِ طالق
    تنفست بعمق ,وكأني لم أتنفس منذ سنوات عبرت .
    فتحت ممرات روحي فى محاولة منى أن القي ببقاياك الى الخارج كى يهدأ حنيني إليك..تدريجا ويزول ,وأتجول في براحها وحدي ,
    اشعر بالأمن في زوايا الروح الآن فقط أنا معي...نتمدد في شسوعة الوجع ....
    ذلك القاسم المشترك ..... بيننا .)


    بكل الكبرياء والقوة تقولها ، لتطير وتسبح وتنعم بالسعادة والحرية.
    كانت هذه النهاية هى المعالجة الشاعرية الحزينة للتحايل ..
    كأنها مرثية وبكاء للحب الضائع ، وفقدان الصدق والوفاء
    فأي براعة قصية هذه .. وأي عمل إبداعي
    وفاء .. أحببت ما قرأت ـ فشكرا لك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء العمدة قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : مصر - أسيوط
    المشاركات : 80
    المواضيع : 6
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    الله .. الله .. ما أجمل ما كتبت ـ لم تكن حروفا ما قرأت
    ولكنها خيوط متشابكة من المشاعر والأحاسيس..
    ومن أقدر من المرأة على وصف وترجمة أحاسيسها..
    وصفت المرأة عندما تحب .. فهى تحب بعمق وبكل ما خلق
    الله فيها من مشاعر ، تهب من أحبت كل ما تملك وجد وحنان
    والمرأة .. إذا شعرت بالقلق والشوق والحنين، تصبح كجمرة
    من نار تحرق وتحترق.
    فإذا ما أكتشفت الزوجة الخيانة ، وأن من أحبت قد استباح نقاءها
    واستبدل الوفاء بالخديعة:

    (هززت رأسي ساخرة وأنا اردد بصوت واهن متخاذل , حبيبتي !!!
    كم هي تافهةٌ تلك الكلمة ألان , لا أريد منك سوى كلمتين فقط...قالهما لي , أنتِ طالق
    تنفست بعمق ,وكأني لم أتنفس منذ سنوات عبرت .
    فتحت ممرات روحي فى محاولة منى أن القي ببقاياك الى الخارج كى يهدأ حنيني إليك..تدريجا ويزول ,وأتجول في براحها وحدي ,
    اشعر بالأمن في زوايا الروح الآن فقط أنا معي...نتمدد في شسوعة الوجع ....
    ذلك القاسم المشترك ..... بيننا .)


    بكل الكبرياء والقوة تقولها ، لتطير وتسبح وتنعم بالسعادة والحرية.
    كانت هذه النهاية هى المعالجة الشاعرية الحزينة للتحايل ..
    كأنها مرثية وبكاء للحب الضائع ، وفقدان الصدق والوفاء
    فأي براعة قصية هذه .. وأي عمل إبداعي
    وفاء .. أحببت ما قرأت ـ فشكرا لك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الجميلة استاذة نادية ...والله يعجز لسانى وتضيق مفرداتى للرد
    على هذه الكم الرائع الذى وصلنى من المشاعر والاحاسيس الرائعة
    التى عبرت الىّ من خلال هذا التعليق والتحليل الرائع الذى اسعدنى بشده
    اسعدك الله بقدر سعادتى
    كل الاحترام والمودة

  4. #4
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    حين ينال الجفاء منهم قسطا وفيرا يتجاوزن عتبة الغياب بسرعة لفتح باب آخر لهم حيث يختارون طريقهم بما يلائم ما يلبي رغباتهم
    قدرته على الابتعاد هي مفتاح الخروج من قلبه لتحل أخرى بكل اتساع
    وتخرجين بدون تعثر
    من الجيد ان تكون بداية لطريق تعبرينها بمليء حريتك بحقائب من فرح تستحقيها
    ربما الوقت هو من تحايل على كليكما
    قصة تستحق القراءة والتوقف بين تفاصيلها
    كل التقدير

  5. #5
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت الأديبة وفاء العمدة

    نص قصصي جميل .. ومشاعر تنداح من بين التفاصيل فتثري النص ..
    لطالما تصنع الغربة على مرارتها نتائج أمر والفرقة أشدها ..

    تحياتي

    أنبه على بعض الملاحظات اللغوية على هامش الابداع
    بعض احرف الياء جاءت كألف مقصورة
    أن رجلاً يعينه".. كذلك مواضع الهمزة - الوصل والقطع
    .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  6. #6
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 38
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    تأوهات مكتومة و شكوى مبحوحة من فوق شفاه أنثوية لأنها ببساطة تحتاج إلى السعادة لا إلى المال وأساليب التحايل في رحلة الحياة ..

    قص أنثوي تاق إلى الحرية و السعادة ..

    سلمت يمناك أستاذة وفاء ,,
    دمت بخير و عافية
    كـلُّ الـشموس تـجمّعتْ فـي فُـلْكهِ
    ويَرانِيَ الشمسَ الوَحيدةَ في سَماهْ

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء العمدة قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : مصر - أسيوط
    المشاركات : 80
    المواضيع : 6
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    حين ينال الجفاء منهم قسطا وفيرا يتجاوزن عتبة الغياب بسرعة لفتح باب آخر لهم حيث يختارون طريقهم بما يلائم ما يلبي رغباتهم
    قدرته على الابتعاد هي مفتاح الخروج من قلبه لتحل أخرى بكل اتساع
    وتخرجين بدون تعثر
    من الجيد ان تكون بداية لطريق تعبرينها بمليء حريتك بحقائب من فرح تستحقيها
    ربما الوقت هو من تحايل على كليكما
    قصة تستحق القراءة والتوقف بين تفاصيلها
    كل التقدير

    الجميلة أ. خلود محمد جمعة ..اشكرك جزيل الشكر على مرورك المثمر الرائع
    والغوص فى كلماتى المتواضعة وهذا التحليل الراقى
    احترامى ...مودتى

  8. #8
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    تنفست بعمق ,وكأني لم أتنفس منذ سنوات عبرت .
    الارتباط غير الموفّق والعلاقة بمن لا تطيقه الرّوح كتم لأنفاس الحيويّة والعيش الحرّ
    قصّ فاض بوصف المشاعر الصّادقة والحدث المؤثّر
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  9. #9
    الصورة الرمزية وفاء العمدة قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : مصر - أسيوط
    المشاركات : 80
    المواضيع : 6
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    الأخت الأديبة وفاء العمدة

    نص قصصي جميل .. ومشاعر تنداح من بين التفاصيل فتثري النص ..
    لطالما تصنع الغربة على مرارتها نتائج أمر والفرقة أشدها ..

    تحياتي

    أنبه على بعض الملاحظات اللغوية على هامش الابداع
    بعض احرف الياء جاءت كألف مقصورة
    أن رجلاً يعينه".. كذلك مواضع الهمزة - الوصل والقطع
    .
    جزيل الشكر للأستاذ عبد السلام دغمش ..
    علي هذا المرور الرائع بين كلماتي المتواضع
    وعلي هذا التحليل للكلمات ومابين السطور
    كما اشكره بشكل خاص علي انه اهدي اليّ بعض الاخطاء
    التي اتمني تلافيها في كتابتي المرات القادمة إن شاء الله
    احترامي ....مودتي

  10. #10
    الصورة الرمزية وفاء العمدة قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : مصر - أسيوط
    المشاركات : 80
    المواضيع : 6
    الردود : 80
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر أحمد سمير مشاهدة المشاركة
    تأوهات مكتومة و شكوى مبحوحة من فوق شفاه أنثوية لأنها ببساطة تحتاج إلى السعادة لا إلى المال وأساليب التحايل في رحلة الحياة ..

    قص أنثوي تاق إلى الحرية و السعادة ..

    سلمت يمناك أستاذة وفاء ,,
    دمت بخير و عافية

    الجميلة أ.سحر احمد سمير ..تحليل مكثف وعميق
    اشكرك عليه ...هو كما قلتِ تحتاج السعادة لا المال
    سلمك الله من كل شر غاليتي
    احترامي ...مودتي


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة