لم يكن تلك المرة هادئا هدوءه المعهود، تلاطمت أمواجه الزرقاء كأنها تعلن عن ثورة بركانية عاتية، على مرمى البصر يحاول الزورق الخشبي المسكين أن يتماسك، يحاول أن يقاوم عنفا لم يشهد له مثيلا في عالم البحار، أبى البحر مقاومات الزورق المتكررة، لم يكتف العنيد ببقاء الضعيف على حدوده في غيبوبته، بل لفظه بشدة على شاطئه متهالكةً أوصاله، متهتكةً مجاديفه.