|
غرائر هذا العـصر قلــب منــــور |
وروح لها في الناس درب ومنبــــر! |
تنافح عن معنى الفضيلة في الــــورى |
وتلوي ذراع البغي ، تسمو وتــــزأر! |
وتقتات من فيض المعالي وترتـــــوي |
على عينها فيئٌ عظيم مسطــــــر |
تنافس دهرا ما يزال مدمدمــــــــا |
على صفحة الأيام يسطو وينحـــــر! |
ويعلن في الآفاق أسفار عمـــــــره |
له في الدنى عقل حصيف ومخبــــر |
وموطن أشواق وملهى رغائــــــب |
تطوف على الأيام تذوي وتكبــــــر! |
ألا قاتل الله الليالي وحيفهـــــــا |
من الدهر نشكو ؟ أم من الدهر نجــــأر؟ |
وكل أناسي البسيطة همهـــــــا |
بلوغ الأماني ! في الأماني تفكـــــــر! |
معافى لعلوب القلب يهوى دروبـــه |
ويأوي إلى ظل ظليل ويخطـــــــــر! |
وطاغ طغى في النفس يروي غليلهـا |
على منكب الأيام يطغى ويـــــــأمـر! |
وذاو ذوى في هدأة النفس نفســـه |
عليه غبار ، بالصفاقات يفخــــــــر! |
وموج الليالي لاهث في بحـــــاره |
يدمدم آثارا ويمحو ويهـــــــــدر! |
سقى الله درب الشهد لمّـا أظلنـــا |
وغنى لنا في آخر الدرب منظــــــــر! |
زلال من الماء الزلال ودوحـــــة |
لها في المدى ظل عظيم مشجــــــــر |
ملأنا ربيع العمر نورا وراحـــــة |
وشوقا إلى مرأى الملمات يمخــــــــر |
ويطوي هوى الأيام ، يروي ويـرتوي |
يذوب وفي وجه المغبين عنبـــــــــر! |
تصدت لنا الدنيا فضاقت دروبنــــا |
وفاضت علينا في المتاهات أنهــــــــر! |
وكنا لها درعا حصينا وجـــــذوة |
لها في عيون الكون وجه معبـــــــــر |
سألنا عن الأحياء في كل بقعــــة |
وعن كل قلب بالطهارات يزخـــــــــر! |
وعن روح أرواح الحقيقة في الورى |
عن الذات في تلك الخيالات تظهـــــــــر! |
وعن جذوة التأريخ فيما نقـــوله |
وعن حمأة الأيام تبدو وتبهـــــــــــر |
سألنا السما والأرض والطير لاحيا |
فضاقت بنا بيد وبيد وأبحـــــــــــــر |
سألنا تباريح الزمان وفيـــــأه |
وقفنا على الأيام تغفو وتسهـــــــــــر! |
ولمّــا يأسنا في الموات وأهلــه |
ترآءى لنا من عالم الغيب كـــــــوثــر! |