معذرة سيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل شاهد تلك الصورة التي كسرت جدار صمت الكثيرين ، وهزت قواعد الركون عند القاعدين ، وزلزلت فجور الداعين لحل سياسي .
ذلك الطفل الذي توسد شاطئ البحر ؛ الذي كان أرحم به من بني جلدته البشر ، حيث أسكنه جانبه ولم تخرج منه قطرة دم ، ولكنه قد مات .
مات الطفل بعد أن ماتت فينا الإنسانية .
مات الطفل بعد أن نسينا أخوة الدين .
مات الطفل بعد أن تبعنا أهواءنا السياسية وتوجهاتنا المذهبية .
مات الطفل بعد أن صرنا غثاءاً .
سيدي . .
قد مِتَّ ولكنك حاضر في كل صورة .
قد مِتَّ ولكنك سوط يعذبنا الله بصورتك التي أقضَّت مضاجعنا .
قد مَتَّ ولكنك شاهد على الخيانة والذل .
قد مِتَّ ولكنك عازم على أن تقتص يوم القيامة ممن ظلمك وخذلك .
سيدي . .
ترفّق بنا فنحن ممن ظلمك بخذلانه ، وسكت عن المطالبة بحقك في الحياة الكريمة ، وركن إلى الدّعة والدنيا دون نصرتك ، وساهم في الجور الذي حلّ بكم بوقوفه خلف السياسات المتخاذلة والطامعة .
سيدي . .
خانك القادرون على النصرة خوفاً على مصالحهم ، وأوقفوا كل أنواع الدعم إلا عبر قنواتهم ، وكـبّلوا أهلك عن الدفاع عن حقهم حتى يرضى عنهم سادتهم أو يأذنوا لهم .
سيدي . .
لا حياة لمن لا دين له ، ولا دين لمن لم ينصر أخاه ويحفظ دمه وعرضه ، ولا أمان وأمانة لمن خذل المسلمين باسم الدين ، ولا بارك الله في مال ليس لكم فيه حق السلاح والغذاء والدواء ، ولا سدد من أهداف إن لم يكن لسلامتكم وأمنكم وحريتكم منها نصيب الأسد .
سيدي . .
لك العذر وأنت أهل لقبوله ، ولك الحق في رفضه والمطالبة بالقصاص ممن خذلك وتلكأ عن نصرتك .
سيدي . .
يوم القيامة آتٍ لا محالة ، وليس لنا من جواب .
اللهم اغفر لنا خذلاننا ، اللهم اغفر لنا خذلاننا ، اللهم اغفر لنا خذلاننا .

باسم الجرفالي
19 / 11 / 1436هـ