إِذا أَمْعَنتَ النَظَرَ، وقوّيْتَ في صَدرِكَ مَركَزَ الرُّوحانِيّةِ، وتَخيّلتَ حَبْلاً وثيقاً من نُورٍ يَمتدُ بَينَك وبَينَ الله جَلَّ جَلالُهُ ... فَسَتُصْبح كلّما نَظرْتَ إلى شَيءٍ تَشْهَدهُ بعَينَي فنّان. وتَغْدو كلُّ لقْطةٍ بَصَريةٍ تقعُ عَليها عَيْناكَ لَوْحَةً فنّية بَديعةً لا يُجاريْها في عَبقريةِ الإبْداعِ الخلّاقِ دا فينشي ولا بيكاسو ولا دالي!
حينَئذٍ، يَغدو مُجرّدُ مَنْظرِ غرفتِكَ الرتيبِ المُملّ المُتكَررِ تُحفةً تَصْويريةً مُبهرة، تَتَراقصُ فيها الألْوانُ والظلالُ رَقْصَ انسِجامٍ. وَتَتَعانَقُ فيها الأشْكالُ المُتَجَاوِرَةُ عِناقَ مُحبٍ لمَحبوبٍ. ويُصبحُ كلُّ غَرَضٍ فيها - منْ شاشَةٍ أَو كِتْابٍ أَو كُرسيٍّ أَو قَارُورَةِ عِطْرٍٍ - ناطِقاً شاهِداً أَمامَكَ، يقولُ لكْ: أَجلْ، أنا كَمَا رَأيتَني تَماماً، أنا آيةٌ، ظَهَرْتُ لَكَ كَي أُحيلُكَ عَلى مَن صَوّرني.. فَصَيّرني آيةً.
ِ
وَفْي كلّ شَيءٍ لهُ آيةٌ *** تَدُلّ عَلَى أَنّهُ الواْحِدُ
_________________________
بقلم الاستاذ : يسار إبراهيم الحباشنة -حفظه الله تعالى -
يوم : 06/ 08/ 2016