~ غرقى في بحور الأسباب ~
ِ
الكل مشغول بالفروع، غائب عن الأصول.
الحل الجزئي يعالج مشكلة جزئية ... فلا يحلّ (الإشكالية).
لا يليق بالمسلمين رؤية الأسباب والاعتماد عليها.
نعم، نحن مأمورون بالأخذ بالأسباب، ولكن منهيون عن الاعتماد القلبي عليها.
من عقيدة المسلم أن الأسباب غير فاعلة بنفسها. وأن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي. ولكننا غارقون في رؤية الأسباب والافتقار إليها والاعتماد القلبي عليها.
ِ
يظلون يقولون لك: مشكلتنا أننا تركنا شرع الله!
وهذا الكلام لا يحل إشكالا
إذ كم من متمسّك بشرعٍ (يظنّه) شرع الله ... وما هو بذاك.
بل مشكلتنا هي أننا تركنا الله ... لا شرع الله
معرفة شرع الله الحقيقي تأتي بعد معرفة الله
المشكلة هي أننا لم نعد نرى الله.
نحن نرى الأسباب ... ونعتقد أنها هي الفاعلة بذاتها ... بغض النظر عن الله.
ولهذا بتنا موكولين إليها. ولذلك لا ننهض ولا ننتصر.
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
ِ
والمخرج من حجابنا عن رؤية الله هو ... أن نرى الله.
ولا يكون هذا إلا بعيون القلوب. والقلوب لن ترى .. حتى يتم إحياؤها.
فنحن إذا بحاجة إلى إحياء القلوب ... قبل العقول .. فالعقول موجودة وتنتظر الإشارة من أي سلطان.
وإن لم تأتمر بسلطان القلوب العارفة بالله ... فستأتمر بسلطان كل ما سوى الله.
كما أن الحل ليس فقط مجرد تقريرنا أنه لا بد أن نعتمد على مسبب الأسباب، لا الأسباب.
فالأمر لا يمكن فهمه إلا بالسلوك العملي إلى الله ... عندما تحيا القلوب بالذكر والحب له.
_

هذا هو الحل ... ولا حل سواه


____________________

بقلم الأستاذ : يسار إبراهيم الحباشنة - حفظه الله تعالى -
يوم : 23 /06 / 2016