ماخافت منه حصل , كالآخرين , ابتسم وقال : سنتين وأعود , انتظريني . توقّف رجاءا , الاّ الإنتظار , يمكنك تحقيق ما تريده هنا , أنا أصلا لا أريد شيئا , ولا ينقصني أي شيء , اشتغلت سنين طويلة , وليس لي همّا الاّ التّحضير للزّواج والتّوفير , وقد مضى العمر بين محطّات الإنتظار , فلا تفعل كالآخرين رجاءا , لم تستطع البوح بهذه الكلمات , لا يمكنها ذلك , وقد قال كلمته وغادر .

عادت على مركب الخيبة , والدّنيا ضباب , قالت لها أختها : ماينقصه جارنا الميكانيكي ؟ , أصبح صاحب ورشة الآن , ماذا جنينا من دراساتنا العالية ؟ غير ضياع أحلى أعوام شبابنا , أجابتها بنبرة حزينة : استنزف الخطّاب مخزوني العاطفي , ولم أعد أطيق مشاعر الإنتظار , لا أملك الآن غير القبول به .

ماخافت منه أيضا حصل , كالآخرين ابتسم وقال : سنتين وسيأتي , توقّف رجاءا , الاّ الانتظار , يمكنني الإنجاب أعرف , لكنّه لم يحصل , لا ينقصني ولا ينقصه أي شيء , وقد مضت السّنوات , وما جاء الولد , عادت على مركب الخيبة , والدنيا ضباب , قال لها زوجها : ماينقص حياتنا ؟ أنا لست قلقا وهذا أمر الله , أجابته بنبرة حزينة : لا أملك الآن غير القبول به .

ماخافت منه حصل , كالآخرين ابتسم وقال : سنتين وأعود , انتظريني , توقّف رجاءا , الاّ الإنتظار , يمكنك تحقيق ما تريده هنا , وعلى سواحل الإنتظار صارت تجلس مع الأمّهات , حين غادرت قوارب الموت .