ما بين العقل والقلب
يا له من إحساس مؤلم حين يتصارع "القلب والعقل"على شيء واحد، فيرفض العقل ويريد القلب، وأحتار أنا ...!!!
احتارت النفس بينهما وقررت أن توقف الصراع المحتدملتلقي عن كاهلها الحِمْل العظيم ..
أتتهما بعد صمتٍ وتفكيرٍ عميق فأعطت إشارةً للعقلأن يبدأ هو بالحديث ...
بادر العقل وسأل القلب فلم يجب !!

صمتٌ عميق مؤلم خيّم على المكان وكأن قارعة السماءنزلت عليهم ..
فعاد يسأله مرة أخرى: يا قلب لم تُجبْ فإني سألتكعن النفس: لمَ هي حائرة بيننا ؟؟!
قال القلب : آن الاوان لـ [ أُمّنا النفس ] أن ترتاحبعد الشقاء والهمّ المتوغل بها، فقد تعبت كثيرًا
ودعنا نتفق أنا وأنت بان نوقف الصراع الذي دار بيننا..
زادت حيرة النفس وهي تستمع لحديث "القلب والعقل"!!

بينما "القلب والعقل" يتحاوران ، حوارٌأقرب إلى الصراع في كيفيه إرضاء النفس .. والنفس واقفة لا يكاد قوامها يتحملها، تتظاهربالهدوء ، والحيرة تعتريها وفي الجوف نارٌ تتّقد حرقةً ، تلتهم ما بقي من قواها ، أصعبما يمتحن به الإنسان أن يكون "القلب والعقل" هما المتصارعان ..
[ حائرٌ أنا ، جداً حائر.. كملكٍ في مملكة تائهةبين ملِكيْها الصغيران ] ..

القلب كعادته يبادر ليحتلّ مكان العقل ويتزاحم بكلما أؤتي من قوة، ليكون هو وزير النفس الذي يلبي رغباتها ولا يريد فتح المجال أمام العقلللوصول إلى أُمّهم الملكة مهما كان !! دائمًا حريص على لفت انتباه النفس له ، ويظنّفي خلجاته أنّ النفس والعقل لا يستغنيان عنه .

النفس وتعلوها الكآبة : كم أنت مغرور يا قلبي، أقولهالك وبكل أسف.. إن الغرور والعاطفة مسيطران عليك سيطرةً تامة .. يا ملاكي الصغير ليتكتعلم .. يا ملاكي ونطفة جوفي ليتك تستمعُ لأمّك لكي لا يجرك الغرور إلى ما لا تحمدعقباه ..

حينها تكلم العقل وقال: لا عليكِ يا أمّي وملكتيومتربعة عرشي.. هدئي من روعك، فأنا معكِ ولن أخذلكِ وسأكون لكِ "القلب والعقل"معًا إن أردتِ ..

فنظرت اليه النفس وسحابة حزنٌّ تغشى محيّاها ..يا ملاكي الأكبر، وبصري وبصيرتي، ليس لي إلا أمنية واحدة أرجوها، رؤيتكما متفقان يغنينيعن كل شيء، ويطفئ تلك النار التي ما كادت تبقي على شيء، ما حسبتُ يوماً أنّي سأقف عاجزةٌ،كطفلٍ لا يقوى على الحراك .. هي أمنيةٌ واحدةٌ لا غيرها، تكونان لي معاً ، أحتضنّكمافي جوفي وقمة عرشي ..ليتها تتحقق ..
فهنا أقف حائرة .. قلبي يريد، وعقلي يريد، وأناأريد، وربي فعالٌ لما يريد ..