رجفةُ دمعة

تهزّني رجفة دمعة ساكبة، تنهارُ من وهنٍ، تعانق ثغر الحياة بابتسامةٍ ذابلةٍ، توقظُ أنّاتي الممزوجةِ بذكراها المشرّدةِ. خلف هلال الحقيقة، يتحرّكُ الحنينُ على رفاتِ أيامها، يتراقص مع صمتِ الأحلامِ، في زمنِ الأفقِ الضيّقِ، زمنِ الرّويبضةِ.

ترتدي أقدامي خوف الخطى، تتعثّر من رحيلِ جرأةٍ، تحترق على فوّهةِ قرار، أمواج تحرّك طوفان الهزيمة، ألبسُ ثوبَ جراحِ نصٍّ من الشّكوى، من صدى صراخ غربة، فأضمّدُهُ بالصّبر بين أضلعي المكسورة.
أأبيعُ نفسي في سوقِ الغيابِ، أم أفترش الكرى في ذلّ سؤالي. هل يا أنا تعاتبني على ردّ آمالي، تجادلني في نظم قصائدي، وترميمها في براءة نصّي، لترويض أحداثٍ من ظلامٍ ؟!!!!

يا سكوتَ جوارحي الدّامعة، كيف تنهشني لظاكِ، وأناملي مبتورة، والورق احترق.
لم أجد إلا ذرّات الرّمال، أخطُّ عليها عثَراتي. موؤودةٌ قواي، وحبل ذاكرتي يترنّح احتضارًا، نسيَ أنّ أحلامي مهجورة، قدْ أغرقتها أمواج غضبٍ، على شاطئٍ كفيف المسرّة.
ومن بقايا بصيص أملٍ، بممحاة عينيّ، بابتسامةِ دمعةٍ، على زبد الوقت البطيء، سأغفو إغفاءةَ طفلٍ بريءٍ على ورق التّوت، أنتظرُ حريرَ ربيعٍ جريءٍ، ينتشلني، يطرح قضيض دمعي، يُزهرُ قلبي، يزفّني كعروسٍ ليلةَ زفافها، ولكن زفاف غير مقيت.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية