«في معنى قاموا»


قال تعالى «يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ».


لمَ قال: قاموا، ولم يكونوا جلوساً أصلاً، فقد كانوا يمشون كما في الآية؟
✍️ والجواب:
إنّ قاموا هنا بمعنى وقفوا وثبتوا في مكانهم غير متقدمين ولا متأخرين، وليس أنهم كانوا جلوساً فقاموا.
جاء في «لسان العرب» لابن منظور:
يجيء «القيام» بمعنى الوقوف والثبات، يقال للماشي: قف لي، أي تَحَبَّسْ مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَكَ، وكذلك: قم لي، بمعنى قف لي.
ومنه التوقف في الأمر وهو الوقوف عنده من غير مجاوزة له.
قال الأعشى:
كانَت وَصاةٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ ...... لَو أَنَّ صَحبَكَ إِذ نادَيتَهُم وَقَفوا
أي ثبتوا ولم يتقدموا.


وقامت الدّابة إذا وقفت عن السير. وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح.
ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد منفداً، وإذا جمد أيضاً.
وعليه فُسّر بيت أبي الطيب:
وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ ...... سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ