معلومة وتساؤل!
الأحمر: الأبيض، تقول العرب امرأَةٌ حمراء، أي بيضاء، وفي الحديث الشريف: «بُعِثْتُ إِلى الأَحْمَرِ والأَسَوَدِ» أي إلى الأبيض والأسود.
فإن قيل: لِمَ خَصَّ الأَحمر دون الأَبيض؟
فيقال: لأن العرب لا تقول رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقيّ من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر.
وحكي عن الأصمعي: يقال أتاني كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض، معناه جميع الناس، عربهم وعجمهم.
وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالباً على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء.
وكذلك إِذا قالوا: فلانٌ أبيض وفلانةٌ بيضاء، فمعناه الكرم في الأخلاق لا لون الخلقة، وإذا قالوا: فلان أحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون.
ويرى ابن الأثير أن في هذا القول نظر، لأن العرب استعملت الأبيض في ألوان الناس وغيرهم.
والقرآن الكريم استخدم الأبيض للّون، فقال تعالى: «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ».
وقال تعالى: «وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ».
وفي حديث الحوض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً منَ اللَّبَنِ، وَأَحْلى منَ الْعَسَلِ».
وعن جابر بن عبدالله قال: أُتيَ بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثَّغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيّروا هذا بشيءٍ واجتنبوا السواد.
فماذا عن الشعر الجاهلي، هل استخدم الأبيض لوصف اللون، أم جاء لغرض آخر؟!
أفيدونا.