|
سواءً عشنا أما متنا هي الحياة دائرة بيننا |
وإن غابت معالمها لا بد للأيام أن تعيدها فينا |
مسرحا قد جنى من حكايات وعناوين تحيينا |
ويُظهر المحبة والإخاء ونكتم الحسرة فينا |
ولما تقدمت السنيين تكشفت عن ذلك الفتى |
وارتقت رجولته وبلغ أشده واعتلت همته |
بعدما قاسى أشد المحن وتجاوز أعلى القمم |
وركب الدهر وأيامه تمضي بلا قبطان |
مات الأب ُ وأصبح يتيما يرتقب ما بيد الناس |
وتقلبت الأمور وأسدل الهم في وجه تلك السيدة |
حبلى وأبناؤها حولها في ريعان المهد |
يراعون ما في يدي الأم من شقفة مأكلا |
ويقطنون في بيت ملك قد شيده الأب الواعي |
وقد أجاد فعله في ستر أبناءه وكفهم عن المسألة |
وهاهي السيدة تعيش في وسط الهموم وكاتمة أحزانها |
وبين نصب عينيها حلم كبير وتأمل في أمر عظيم |
أمر السؤدة والريادة وحصاد العمر بين الأمهات |
ترى البسمة في أفواه أبنائها وتعلو بهم مكارمها |
تحملت المعاناة في هضِم الدنيا وزهرة شبابها |
أنها الأم شعار في أعلى القمم والهمم وعزائم الرجال |
تفدى لها أروحنا وطالما عشنا لن نوفي حقها |
|