البياتي..قدري كشاعر تقرر في ازقة باب الشيخ وشارع الرشيد
عبدالوهاب البياتي يقول..اريد ان اصل الى كتابة تاريخ الناس البسطاء الذين يبنون التاريخ والى البناة الحقيقيين..اين هم جهودهم..من الذي بنى هذه الاثار التاريخية التي نراها..اين تاريخ هولاء.
بهذه الكلمات افتتح الشاعر البياتي مقدمة كتابه الجديد/القديم((تجربتي الشعرية))الذي اصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ويقع في 110 صفحات.
يقول البياتي :لعل القصيدة او العمل الابداعي هما وحدهما القادران على قهر التاريخ والموت كما انهما يهزمان الزمن..واذا تصورنا الزمن كرة من النحاس الملتهب تتعاقب عليها ضربات الريح فان الزمن الشعري يحل في القصيدة لكي يصبح زمنا كليا اي انه يضم الزمن التاريخي بابعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.
ويضيف: حتى لو بردت كرة النحاس التي اشرنا اليها فان الشعر في ديمومته وقدرته على قهر الموت سيبقى..ثم اني انظر الى الامر بمنظار اخر فاذا صحت مقولة ان الانسان يموت من الحياة/واعتقد انها صحيحة/ اي انه لايموت من الموت فان عمري الان مثلا 66 عاما وهو عمر موتي ولكن عمري/اعني عمر موتي/ قد انقذته اشعري التي كتبتها فقد حلت الحياة بها..وهكذا اكتشف انني اذا كنت اموت من الحياة فان الشعر يصبح المعادل الموضوعي بين الموت والحياة.
ويستطرد البياتي قائلا: وقد يفعل الزمن فعلته في ذاكرة الانسان الا انني لن انسى مطلقا سحر طفولتي عندما كانت جداتنا يربطن ابهامنا بخيط من الصوف او الحرير لكي لانبتعد عن البيت كما تقول الاسطورة وعندما كبرنا ظل هذا الخيط اللامرئي وقد مرئيا مربوطا بابهامنا.
ويقول البياتي:واذا كانت الاسطورة تقول اننا قد ارتبطنا بخيط حرير او صوف جداتنا فان ليل الشاعر ترتبط بنهار وطنه..وبدون هذا الارتباط فان الشاعر يصبح ورقة في خريف عاصف..ولذلك فقد مارست السحر الابيض لكي احتفظ بهذا الارتباط وبتلك الطفولة.
عبد الوهاب البياتي في سطور :
ولد ببغداد عام 1926.
في عام 1944 التحق بكلية دار المعلمين العليا، وتخرج منها عام 1950.
اشتغل مدرسا من 1950 إلى 1953.
مارس الصحافة 1954 مع مجلة “الثقافة الجديدة”، لكنها أغلقت وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية.
اشتغل أستاذا في جامعة موسكو 1959-1964.
سنة 1963 أسقطت عنه الجنسية العراقية، ثم أعيدت له العام 1968.
توفي في الثالث من أغسطس من العام 1999.
من مؤلفاته :
“ملائكة وشياطين” 1950، “أباريق مهشمة” 1954، “المجد للأطفال والزيتون” 1956، “رسالة إلى ناظم حكمت” 1956،
“أشعار في المنفى” 1957، “عشرون قصيدة من برلين”، 1959، “كلمات لا تموت” ،1960، “طريق الحرية” بالروسية 1962، “سفر الفقر والثورة ” النار والكلمات” 1964″، “الذي يأتي ولا يأتي” 1966، “الموت في الحياة” 1968، “تجربتي الشعرية” 1968، “عيون الكلاب الميتة” 1969، “بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة1969″، “الكتابة على الطين” 1970م، “يوميات سياسي محترف” 1970، “قصائد حب على بوابات العالم السبع” 1971، “سيرة ذاتية لسارق النار” 1974، “كتاب البحر” 1975 “قمر شيراز” 1975، “صوت السنوات الضوئية” 1979، “بستان عائشة” 1989.
من أعماله الإبداعية الأخرى مسرحية “محاكمة في نيسابور” 1973.
قبيل وفاته صدر له ديوان “نصوص شرقية” .
لم يبقى أحد
يتحدى الوحش الرابض
في بوابة (طيبة)
أو يرحل مجنونا بالعشق
إلى شيراز
غير الشعراء
فامنحني يا ابني قبسا
من برق الكلمات
لأواصل رحلة موتي
في ليل المعنى
شاهد عصر، أعمى
لم يرى شيئا
ورأى كل الأشياء. “

اتمنى ان تروق لكم هذه الاسطر عن الشاعر والكاتب العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي.