أتيتك يا بحر ، أتيتك وكلي شوق لأبث لك قلبي ... لكم أحب رمالك الناعمة يا بحر، أصدافك الجميلة ، أمواجك وإن كانت مالحة ،أحب زرقتك ،ولكم أشعر بالراحة بقربك ...نسائمك الباردة يا بحر تنذر بشتاء قارس..
أخبرني يا بحر "لم كل البدايات الموبوءة بالنقاء تغتسل انتهاء بالرحيل ؟؟!! أ لأنها موشومة بالصدق ؟؟"
كل ما حولي يا بحر يزفر بالتعب ينادي للموت يخفق ويقتل كل الأشياء الجميلة حولي،
اعلم بأني مخنوقة بتعب رحيله ،ولكن يا بحر كيف أزيله من صدرأيامي القادمة دونه تيها ؟
يا بحر كيف للفقد أن يحيلنا الي مدائن من أحزان ؟؟ كيف للشوق؟!!
أتعي ذاك الشعور يا بحر؛ ذاك الحالة التي تنتاب شخص عندما تصفعه كف القدر بفقد عزيز دون أن يودعه ، دون أن يقول له بأنه يحبه وبأنه يهتم لأمره ، بل انه يكتشف احساسه هذا بعد فقده ..بعد أن فات الآوان بعد أن علم يقينا بأن لاعودة له..!
فيركض والبكاء يهطل من عينيه ،ويكون صدره مليئا بالشجن ...ويركض بكل ما يملك من قوة ليبحث له عن مكان ليبكي بصوت عال؛ ويصرخ بأنه نادم نادم لأنه لم يخبره بأنه يحبه أو حتى يؤنب ضميره بأنه اكتشف ذلك متأخرا..
يركض ويبكي يا بحر، فيشعر بأن قدماه غير قادرة على حمله ،فيخر على الارض ويبكي ويبكي ولا يريد حضن أحد ليربت عليه وليخفف عنه ، بل يريد أن يبكي لعل يكون بكاءه وألمه عزاءه الوحيد، وإن كان يعلم بأن عزاء العالم كله لن يريحه ،وكلما حاول أن يكتم حزنه انفجر كقنبلة مؤقوته....!
أ تعي ذلك الألم يا بحر ؟؟ أنا يا بحر يمتلكني ذلك الشعور دوما ويشتد كلما ذكرته!
فاخبرني يا بحر من أي زاوية تريد أن أفر من الوجع ؟؟
حقا يا بحر متعب أن لا نفهم إلا بعد فوات الآوان ، وموجع هو الفقدان.
أراني يا بحر أكتب هذا وأغنية فيروز تصاحبني :"
سنيني اللّي رح ترجعيلي ارجعيلي شي مرّة ارجعيلي
وانسيني على باب الطّفولة تإركض بشمس الطّرقات
يا سنيني اللي رح ترجعيلي ارجعيلي شي مرّة ارجعيلي
وردّيلي ضحكاتي اللّي راحوا اللّي بعدا بزوايا السّاحات
"
وليتها ترجع يا بحر ..ليتها..
سـأذهب لآن يا بحر وسآتيك دوما لأنك -بالنسبة إلي-حضن حنان، أمان وسلام.