أمي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أمي
أحسها يدي عاجزة عن تدوين حرف يليق بمقامك الشريف ..
هو حرفي / نبضي الدائم إشراقته على ربيعك الممتد حناناً باتساع بهو الحياة ..هو حرفي أماه أضعه على أعتاب عرشك وحسبه شرفا
أمي
أكتب إليك وأجدها حروفي المروية من سواقي حنانك تعيدني طفلاً يدرج في أيامه الأولى .. دنياه بين صدرك الحاني وألعابه البريئة تعدو .. طفل أنا بين يديك وإن شيبته الأيام ..لمعطف أنفاسك الدفء يحن وعلى لمس حنانك يغفو ..
يا ابتسامتك أمي ..لوحة حياة حافلة بألوان الفرح .ضوؤها الساقط علي كأول شعاع من أشعة الشمس ينفذ إلى قاعة الحياة ويبدأ مهمة تبديد الظلام ..
أمي
يا أنثى مُذ خُلقت أما ..منابت روحك عانقت تجذراتها أمومتك مُذ كان للمراكب شوق بدل الأشرعة وكان للمرافيء حنين بدل الأرصفة .. مُذ كان للورد همس بدل العطر وكان للغيم حنوٌّ بدل المطر
أمي
أناديك و يا لتلك المفردة الأعمق دلالة والأكثر حقيقة في الحياة ..طرق الشوق إليك تتسع بحجم الحب لك ..أناديك ويأتي الرجع مثقلاً بحنانك قبل انقضاء النداء
لأيامي أنت ..فراشة من نور يضيء وهج توردها دواخلي ...و لإغفاءة الليل أنت مصباح بالتفقد والحنو يسهر
لا غطاء دون صدرك يدفيني ولا شرفة غير أنفاسك أنشر عليها أثواب متاعبي
أمي
أتعبتني الأيام ..أتعبني تقلص شفاه الظلال واتساع الأحداق على السراب ..
حين الحياة تكون حجرة موشاة بالألم وبصمات أصابع التعب أرتدي أحزاني وأهرول إليك ..أمام قلبك أقف حاسر النفس , لا شيء يعرقل حركة الأشياء في داخلي ولا شيء يكتم دموعي , أطوف حول نبضك وأبوح بكل شيء , ألثم صدرك الأبيض فتنبت على شفتي غراس الفرح
أمي
يا نبتة الأرض الطاهرة ..جمال الحجاز يشبه تفاصيلك ..مدنه البياض وتاريخه العبق ..أهله الصفاء ومكانه الشرف
أمي يا جبال الحجاز الشامخة ..يا شرائعها المتدفقة جداول رسمها سقيا الغمام ..يا سفوحها المورقة ضمّخ دروبها أنسام البشام .
أمي يا أودية الحجاز المطرزة بأنفاس الراحلين ..المنمقة رملاً يسرد تفاصيل أيام تستمد من عبق الأجداد ذاكرتها .
أمي
هل افرغت غيمة الحب لك حرفها أم للحديث عنك بقية بتجدد الأشواق لك .. بقية لا تنفد
كل الخضوع والطاعة عند قدميك وكل التحايا دون مقامك العظيم
يوسف الحربي
,,
التصميم / طيف
الحرف / يوسف