مرّةً, ومرَّة,, تصبحُ مادّةُ التّركيز والخشوع عزيزةً إبّان الصّلاة ,
فنشتغلُ طيلةَ الوقت بلملمةِ ذواتِنا وتفكيرِنا من كلِّ مدى,
ثم لا تلبث هذه أنْ تفرَّ منّا مرفرفةً هاربةً في كلّ اتجاه,
وسرعانَ ما ننطلقُ خلفَها نطاردُها ,نتمسَّكُ بأذيالِها أو نقبضُ عليها أو نصطادُها,
وتستمرُّ المطاردة ,
إنَّه الشّرودُ في الصّلاة !!!.
سبحان الله ,,,
حتى الشّرود في الصّلاة ,وغيرُ المرغوبِ فيهِ على الإطلاق ,به فوائدُ جمَّةٌ من أجلِ الحياة ,
فكم مرَّةً, قادكَ ذهنُك لرؤيةِ أمرٍ لم ترَه قبلاً ,,,وأنت تصلِّي ؟؟
كم مرّةً, وشوشَ لك الرّحمن بها بأذنِك لتحلَّ مشكلةً ما ,,, وأنتَ تصلّي؟؟
كم مرَّةً, تذكَّرْتَ مكانَ شيءٍ أضعتَه ,,, وأنتَ تصلّي ؟
كم مرّةً, تذكَّرْتَ أمراً نسيتَه تماماً ,,, وأنتَ تصلِّي ؟
كم من فكرةٍ تُهمُّكَ تأتيكَ طائعةً ,,, وأنت تصلِّي ؟
كثيراً جداً.
نعم ,,كلُّ شيءٍ في الصَّلاةِ خيرٌ وبركة ,
نظافةٌ,,, طهارة ,,رياضة,, رحلةٌ لا تشبهُ أيّ رحلةٍ أخرى عبرَ السَّماوات السَّبع وكلّ الأكوان, وفي بلورةٍ شفَّافة,
سياحةٌ مباركة,, نزهةٌ للرّوح ,,تهدئةٌ للأعصاب, ونقاء للذهن, ابتعادٌ عن مشاكلِ الحياة الضّاغطة ,
والأهم,, هي العلاقةُ المباشرة مع الله, وطاعته .
حتى الشرود أيضاً ,,,,
/
لكن ,لا تتعمد الشّرود من أجلِ التّجربة ,
لن تستفيد !!

****


دعوةٌ رسميّة, وجَّهَها أحدُ الشّيوخ (جزاه الله خيراً) لكافّةِ المسلمين في كلِّ أصقاع الأرض, من أجلِ زيارة الأقصى المبارك ,
فزيارةُ السّجين ليست زيارةً للسَّجان كما ورد ,
ليتنا نفعلُ هذا كما السابقين,
ليتنا نُكملُ حِجّنا بعد كلِّ عودةٍ لنا من مكَّةِ المكرَّمة, فنزورُ الأقصى الحبيب ,
ليتنا نقدرُ أن نلصقَ وجَناتنا بتلك الجدران الجميلة ,ونفكُّ أسرَ دموعِنا الحبيسة من سنين وسنين ,
ليتنا نشمُّ رائحةَ الأروقةِ والسّاحات, ونلمسُ براحاتِنا ذلك التاريخ المقدّس, الإسراء والمعراج ,
فقلوبُنا إليهِ ترحلُ كلَّ يوم ,
وتهفو إليهِ, وتذرفُ دمعةً كلّ ليلة,
ليتنا نفعلُ ذلك قبلَ أن نغادرَ هذه الحياة إلى غيرِ رجعة ,
وبهذا ,,,نكونُ بقدرةِ قادر, قد أخرجنا آخرَ قرشٍ من جيوبِنا المهترئةِ الممزَّقةِ الضَّامرة ,
وألقيناه بذهولٍ وامتنان في جراب الصهيونيّة الوحش العملاق المسعور الشّره ,الذي ما عرف الامتلاءَ يوماً ,ولن يعرفه قط .
نحبُّك أيُّها الأقصى ,وحبُّنا لك أصبح أنهارا ,
ماذا نفعل ؟؟ومن الحبِّ ما قتل , وأغنى عدوّك وأفقرنا ؟.
/
حقاً,, إنَّهُ مشروعٌ مدرار .

****

إنْ شاءَ الله ,,,
إنْ شاءَ الله,,,
بعدَ أنْ تنتهي حربُ النُّجوم ,أقصدُ حربَ الشيوخِ على كلِّ المنابرِ وفي المساحات ,
وتنتهي حربُ الكواكب ,أقصدُ حربَ رجالِ السياسة في كلِّ المجالسِ والنيابات ,
وبعدَ أنْ تنتهي مخاوفُهم على هويّاتِهم, ومذاهبِهم, ومناصبِهم, وأموالِهم, ووجاهاتِهم, وشخصيّاتِهم البارزة جداً في مجتمعاتِهم ,
وبين بني أقوامهم المذبوحين بألف سكّين ,وغير المعروفةِ البتّة في أي مكانٍ آخر في العالم .
وهذا سيحصلُ بعدَ مليون سنة إن شاء الله ,
سيلتفتُ المسلمون والمسيحيون للأقصى, وللقيامة, والكعبة المكرَّمة يومها من غير شك,
/
لننتظر ,,,
هل نحنُ مستعجلين؟؟

ماسة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي