خيمة اﻷوغاد

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الزمان تكثر خيام اﻷوغاد ، وتزدحم مع غيرها في كل البلاد ، تنافس الشرف والشرفاء ، وغالبا ما تكون لها الكلمة العليا واليد الطولى .
في هذه الخيام تشترى الذمم وتباع الكرامة ، وفيها تصاغ الخيانات العظمى على بلد ما أو عدة بلدان ، ومنها تبدأ أقاصيص اﻻستخفاف بالشعوب ، وعليها تناط أعذار الفاشلين في كل مكان .
هذه الخيام ذات أعمدة وأوتاد ، أعمدة تسير السلطة كما تشاء ، وأوتاد ترسخ هذا الظلم بإعلام وقح العبارة واﻷسلوب .
هذه الخيام ذات ألوان وأشكال ، تتشكل وتتلون على ذوق الفاسدين ، وتتناغم مع أسلوب القائمين عليه .
ليست هذه الخيام مخصصة لفصيل دون آخر ، يمينيا كان أم يساريا ، دينيا أم علمانيا ، اقتصاديا أم ثقافيا .
هذه الخيام ﻻ تثبتها اﻷعمدة واﻷوتاد ، بل المغفلون اﻷتباع ، والساكتون اﻷذناب ، والمتصيدون الفرص مع النجاحات أو اﻹخفاقات .
على كل فرد مسؤوليته في الهدم ، ولكل دوره في المنع من إعادة البناء ، تكذيبا وفضحا ، وتشهيرا بالرموز واﻷبواق ، ووضع القواعد التي يستطيع المرء من خلالها معرفة الوجوه الجديدة للأعضاء الجدد .
لن تصحو اﻷمة إن اتكل كل منا على اﻵخر ، ولن يراوح الذل رؤوسنا إن لم يبذل كل منا جهده وفكره .
حرروا العقول بدل التبعية العمياء .
حركوا العقول وتدربوا على النقاش .
اجعلوا العقول مختبرا للتحليل والنقد والمقارنة .
عسى الله أن يأتي بالفرج من عنده ، إنه على كل شيء قدير .

باسم الجرفالي
5 / 7 / 1436 ه