حمَّى الحرف

بيني وبينَ البَّوحِ بارقُ همسَةٍ
لو دامَ لي عمرًا ودِدْتُ مزيــــدَهْ
خـذْ مـن شُعورِكَ يا أديبُ بذورَهُ
وازرعْ بتُربِ الشِّعرِ ألفَ قصيدَةْ
أشـرِعْ لحمَّى الحرفِ أبوابَ الجوى
لا تـخشَ إن طلَبَ الفؤادُ عديدَهْ
إنَّ الـقـلوبَ إذا تـقـاعسَ نـبـضُها
ستخوضُ في دفْقٍ مضى لتُعيدَه
أرأيتَ لو أنِّي وحيدٌ في الفلا
وقصائدي بين الضلوعِ وحيدةْ ؟
لتلوتُها في كلِّ ريحٍ أقبَلتْ
وعزفتُ شعري بالهوا، تنهيدَةْ
إنْ ما أصَبْتُ السَّامعينَ من الورى
فلربَّ طيرٍ عابرٍ فيصيدَهْ
ولعلَّ شدوَ الطَّيرِ يوصِلُ مرَّةً
صوتي إلى كوْنٍ توسَّدَ بِيْدَهْ
فيسيرَ غيثًا يستفزُّ أديمَهُ
ويصيرَ في بدنِ النَّجيلِ وريدَهْ
ويكونَ إن ضاعتْ فصولُ الأوَّلينَ
ربيعَها .. ويجيزَني غِرِّيدَهْ