في معنى «مَثُلات»


قال تعالى: «وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ»


المَثُلاتُ: جمع مَثُلَة وَمُثْلَة، فمن قال مَثُلَةٌ جَمَعها على مَثُلَاتٍ ومن قال مُثْلَةٌ جَمَعها على مُثُلَاتٍ وَمُثَلَاتٍ وَمُثْلَاتٍ.

وهي العقوبة الشديدة الفاضحة التي تنزل بالإنسان فتجعله مثالاً لغيره في الزجر والردع.
ومعنى الآية: ويستعجلك هؤلاء المكذبون بالعقوبة في دار الدنيا، وهذا غاية الحماقة والتحدي والإمعان في الكفر، فهم يكذبونك أيها النبي بالعذاب الذي أنذرتهم به استهزاء، قبل الحسنة من الإمهال أو الإيمان، والسلامة والعافية من البلاء، علماً بأن هناك أمثلة واقعية يعرفونها، فقد خلت من قبلهم المثلات، وأوقعنا أنواع النقم، وشدائد العقاب بالأمم الخالية، وجعلناهم عبرة لمن اعتبر، وعظة لمن اتعظ. وهذا تبيين لخطئهم في أن يتمنوا المصائب، ويطلبوا إنزال أو إسقاط جزء من السماء، أو إرسال حجارة تمطر عليهم، ولو كان ذلك لم يحدث قط، لكان لهم العذر.