أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الخطاب الديني والتنمية البشرية

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني
    مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,187
    المواضيع : 259
    الردود : 5187
    المعدل اليومي : 0.83

    افتراضي الخطاب الديني والتنمية البشرية


    من الخطاب الديني المتأثر بالتنمية البشرية، التفاؤل، ولكن ليس الذي على المفهوم الإسلامي، وإنما ذلك التفاؤل الذي يخلق في النفس المشاعر المزوّرة، مما يعمل عمل المخدّر في تغييب الوعي، والعيش في حالة الاستلاب العقلي والنفسي.
    مثلاً:
    كثيراً ما نقرأ في صفحات التواصل، وربما ممن ينتمون إلى الخطاب الديني:
    ممكن حياتك تتغير بدعوة.. بسجدة.. برؤية..
    ألم تتغير حياة النبي يوسف عليه السلام برؤية؟
    فلا تيأس..
    أقول:
    هذا خطاب اختزالي جداً وغير واقعي، ولا يقع ضمن السنن الإلهية.
    فهؤلاء يحذفون كل الأحداث من حياة يوسف، والتي أوصلته إلى لحظة الرؤية.
    يحذفون من (ألمر).. مروراً برؤيا يوسف.. كيد إخوته.. الجب.. العبودية.. مراودة امرأة العزيز.. استعصام يوسف.. إغواء نساء مصر.. السجن..
    كل هذه المحن والامتحانات والابتلاءات والصبر والإحسان والتي توّجت برؤية الملك، محذوفة من قصة يوسف.
    الخطاب الاختزالي يقول: ستتغيّر حالك برؤية، فلا تيأس!
    هل صبرت مثل يوسف؟
    هل قاومت الإغراءات مثل يوسف؟
    هل أثبت عقيدتك ومبادئك في مكان عملك مثلما فعل يوسف في قصر العزيز؟
    هل كنت من الصابرين والمحسنين مثل يوسف؟
    إذا كان الجواب: لا..
    فكيف تريد نتيجة يوسف؟!
    وعندما أعطى الله تعالى لزكريا وإبراهيم عليهما السلام عطاءً عجيباً (وهذا أيضاً مما يروّج له الخطاب الديني المتأثر بالتنمية البشرية)، كان لهما تاريخ مشرق مع الله تعالى، فزكريا وزوجته قال الله عنهما: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».
    وفي ابراهيم قال: «وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ».
    وهكذا في بقية الأنبياء والصالحين.
    بينما نحن نعمل عمل الشياطين ثم نريد نتائج الأنبياء!
    فصدقني يا صديقي، حياتنا لن تتغير بدعوة لا تكون بعدها تغيير حقيقي وواعي لأنفسنا وواقعنا.
    لن تتغير بسجدة تعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة!
    التغيير قرار ثم عمل حقيقي، وليس أمنيات وترداد كلمات.
    قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».
    رب قائل يقول:
    إذا كان الأمر كما تقول فما فائدة الدعاء والسجود؟
    والجواب:
    إن عملية التغيير تحتاح إلى توفيق وتسديد، فأنت عندما تقرر التغيير وتتحرك في الواقع لتحقيقه قد لا توفّق، فتذهب إلى الطريق الخاطئ، وتتخبّط ذات اليمين وذات الشمال، وقديماً قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وكم من مُريدٍ للخير لن يُصِيبَه".
    فهنا تأتي الدعوة والسجود لـ:
    ✓ تطلب من الله أن يعينك على التغيير في الاتجاه الصحيح.
    وفي الدعاء نقول: "اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
    ✓ لأن التحديات والمغريات والمثبطات والجواذب كثيرة، والانزلاق وراء الشبهات والشهوات وارد في كل لحظة، فتدعو الله أن ييسّر لك التغيير، ويثبّتك في مسيرك نحو هذا الهدف.
    ✓ الشعور بالراحة والقوة، لأنك تربط نفسك بالقوة العظمى المطلقة، فتنطلق في الحياة انطلاقة الواثق بربه، المتوكل عليه.
    ويبقى الدعاء سلاحاً قوياً بيد المؤمن، على أن يكون في سياق القيام بالواجب الشرعي، وليس بديلاً عن الواجب.. فتأمل!


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني
    مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,187
    المواضيع : 259
    الردود : 5187
    المعدل اليومي : 0.83

    افتراضي


    يقول الأستاذ إبراهيم العسعس:
    العطاءُ الاستثنائيُّ يحتاجُ عملاً استثنائياً ...
    خَطَرتْ لي هذا المساء فطلبتُها في كتابِ اللهِ سبحانه ، فوجدتُها في قوله تعالى : " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) " (الأنبياء) ...
    اجتمعَت فيهم : المُسارعةُ في الخيرات ، والدعاء رَغَبَاً ورَهَبَاً ، والخشوعُ لله وحده سبحانه وتعالى .
    مُجرد اجتماعِها عَملٌ استثنائيٌّ ، ومع ذلك فالفكرة ليست هنا فقط : الفكرة ليست في عمل الخيرات بل في المُسارَعة فيها وهذا عملٌ استثنائيٌّ ، والفكرة ليست في مجرد الدعاء وإنما في الدعاء رَغَبَاً ورَهَبَاً وهذا عملٌ استثنائي؟ٌ ، والفكرة ليست في مجرد الخشوع وإنما في قَصرِ الخشوع لله وحده وهذا غاية التوحيد ، فهذه الصيغة : ...لنا خاشعين ... تُفيدُ الحصرَ والقصرَ ... ثم تأتي الأخيرةُ وهي أنَّ هذا نَمطُ حياةٍ للأُسرة كلِّها ... وهذا كلُّهُ استثناءٌ !
    والأخيرة سَبيكةُ الذهب : أنَّ كلَّ هذا من فرائد الأعمال لم يكن مُقترناً بِنيَّةِ الطلبات ! طِوال هذه السنين من التميز في فعل الخيرات - بلا تحديد لهذه الخيرات - لم يطلب زكريا عليه السلام شيئاً ! لم تكن المعادلة في ذِهنه : اعمل كذا لتحصل على كذا ! فقط عندما اشتعلَ رأسه شيباً ، وقَرُبت ساعةُ الرحيل لم يُرِد أن يرحل من الدنيا دون أن يترك فيها أثراً يدعو إلى الله ، ويَرِثُ إرث التقوى الذي خلَّفه زكريا عليه السلام !


  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,368
    المواضيع : 372
    الردود : 22368
    المعدل اليومي : 4.81

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت عبدالغني مشاهدة المشاركة

    من الخطاب الديني المتأثر بالتنمية البشرية، التفاؤل، ولكن ليس الذي على المفهوم الإسلامي، وإنما ذلك التفاؤل الذي يخلق في النفس المشاعر المزوّرة، مما يعمل عمل المخدّر في تغييب الوعي، والعيش في حالة الاستلاب العقلي والنفسي.
    مثلاً:
    كثيراً ما نقرأ في صفحات التواصل، وربما ممن ينتمون إلى الخطاب الديني:
    ممكن حياتك تتغير بدعوة.. بسجدة.. برؤية..
    ألم تتغير حياة النبي يوسف عليه السلام برؤية؟
    فلا تيأس..
    أقول:
    هذا خطاب اختزالي جداً وغير واقعي، ولا يقع ضمن السنن الإلهية.
    فهؤلاء يحذفون كل الأحداث من حياة يوسف، والتي أوصلته إلى لحظة الرؤية.
    يحذفون من (ألمر).. مروراً برؤيا يوسف.. كيد إخوته.. الجب.. العبودية.. مراودة امرأة العزيز.. استعصام يوسف.. إغواء نساء مصر.. السجن..
    كل هذه المحن والامتحانات والابتلاءات والصبر والإحسان والتي توّجت برؤية الملك، محذوفة من قصة يوسف.
    الخطاب الاختزالي يقول: ستتغيّر حالك برؤية، فلا تيأس!
    هل صبرت مثل يوسف؟
    هل قاومت الإغراءات مثل يوسف؟
    هل أثبت عقيدتك ومبادئك في مكان عملك مثلما فعل يوسف في قصر العزيز؟
    هل كنت من الصابرين والمحسنين مثل يوسف؟
    إذا كان الجواب: لا..
    فكيف تريد نتيجة يوسف؟!
    وعندما أعطى الله تعالى لزكريا وإبراهيم عليهما السلام عطاءً عجيباً (وهذا أيضاً مما يروّج له الخطاب الديني المتأثر بالتنمية البشرية)، كان لهما تاريخ مشرق مع الله تعالى، فزكريا وزوجته قال الله عنهما: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».
    وفي ابراهيم قال: «وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ».
    وهكذا في بقية الأنبياء والصالحين.
    بينما نحن نعمل عمل الشياطين ثم نريد نتائج الأنبياء!
    فصدقني يا صديقي، حياتنا لن تتغير بدعوة لا تكون بعدها تغيير حقيقي وواعي لأنفسنا وواقعنا.
    لن تتغير بسجدة تعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة!
    التغيير قرار ثم عمل حقيقي، وليس أمنيات وترداد كلمات.
    قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».
    رب قائل يقول:
    إذا كان الأمر كما تقول فما فائدة الدعاء والسجود؟
    والجواب:
    إن عملية التغيير تحتاح إلى توفيق وتسديد، فأنت عندما تقرر التغيير وتتحرك في الواقع لتحقيقه قد لا توفّق، فتذهب إلى الطريق الخاطئ، وتتخبّط ذات اليمين وذات الشمال، وقديماً قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وكم من مُريدٍ للخير لن يُصِيبَه".
    فهنا تأتي الدعوة والسجود لـ:
    ✓ تطلب من الله أن يعينك على التغيير في الاتجاه الصحيح.
    وفي الدعاء نقول: "اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
    ✓ لأن التحديات والمغريات والمثبطات والجواذب كثيرة، والانزلاق وراء الشبهات والشهوات وارد في كل لحظة، فتدعو الله أن ييسّر لك التغيير، ويثبّتك في مسيرك نحو هذا الهدف.
    ✓ الشعور بالراحة والقوة، لأنك تربط نفسك بالقوة العظمى المطلقة، فتنطلق في الحياة انطلاقة الواثق بربه، المتوكل عليه.
    ويبقى الدعاء سلاحاً قوياً بيد المؤمن، على أن يكون في سياق القيام بالواجب الشرعي، وليس بديلاً عن الواجب.. فتأمل!


    نحن نعتقد أن الدعاء هو كل شيء ولكن الدعاء يأتي في المرتبة الثانية ليس الأولى ،
    فالأساس العمل والتخطيط والحركة ثم الدعاء وهذا ما نراه في كل أفعال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
    ولنتأمل ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر،
    فبعدما حدد الموقع وأخذ بالأسباب ونظم الجيش وحمسهم للنصر، توجه إلى الله بالدعاء ،
    وكذلك فعل في غزوة الخندق بعد أن حفر الخندق ونظم الجيش ووضع الخطة توجه إلى الله بالدعاء
    وهكذا في كل المواقف والأحداث ،


    وإنّا نسأل ما هو العمل الذي عملناه قبل أن ندعو الله الخلاص من مشاكلنا ؟
    فلنبث في أنفسنا الحماس للعمل . و لكن لا ننسى الدعـــاء بعـــد ذلـك ونحن نعمل ،
    فالعمل والدعاء هما أساس التوفيق والنجاح.

    فاذا عزمت فتوكل على الله انّ الله يحب المتوكلين ....
    فالأخذ بالأسباب و تحديد الرؤية و الأهداف و من ثمّ الدعآآآآء و
    الشروع في العمل .... أهم مقومات النجاح .....
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي









  4. #4