الإثبات ينفي النقيض والنفي لاينفي النقيض ولايثبته
أحب زيداً ولا أكرهه
لا أكره زيدا بل أحبه
إذا قلت أحب زيدا تثبت أنك تحبه فهذه الجملة فيها معنيان إثبات الحب وبإثبات الحب ينتفي النقيض أي الكره ولذلك إذا قلت:
أحب زيدا ولا أكرهه
فجملة لا أكرهه تكرير لغرض التوكيد لأن معنى عدم الكره يفهم من جملة أحب زيدا ولذلك لا تقول أحب زيدا وأكرهه لأن فيه تناقض هو أنك تثبت الشيء ونقيضه ولايصح أن تقول:
أحب زيدا وأكرهه
الا وتتبع هذا الكلام بتفسير كأن تقول أحبه إذا عمل الخير وأكرهه إذا عمل الشر أو أنك لاتتبعه بتفسير لكن بشرط أن يكون لغرض بلاغي أما أنك تثبت الشيء ونقيضه فهذا لبس منطقيا .
وتقول:
لا أكره زيدا بل أحبه
الآن بدأت بالنفي بينما في جملة:
أحب زيدا ولا أكرهه
فقد بدأت بالإثبات والمعنى ليس سواء وقد عرفنا أنك إذا بدات بالإثبات ثم عطفت عليه النقيض منفيا فإن هذا تكرير للمعنى لغرض التوكيد .
أما إذا بدات بالنفي ثم أثبت النقيض مثل:
لا أكره زيدا بل أحبه
فهذا ليس تكرير لأنه لايفهم من نفي الكره أنك تحبه ولذلك يجوز أن أن تقول لا أكره زيدا ولا أحبه ولايكون فيه تناقض لأن نفي الشيء لايثبت نقيضه بينما إثبات الشيء ينفي نقيضه .
هذه المسألة تتعلق بمعاني الشيء ونقيضه من جهة الإثبات والنفي وقد ضربت لك مثلا عزيزي القارئ بالحب والكره والذي ذكرته لك من معاني يتعلق بنوع يكون فيه في الشيء ونقيضه ثلاثة احتمالات كما في الحب والكره:
شخص تحبه
شخص تكرهه
شخص لاتحبه ولاتكرهه
لكن هناك ماليس فيه الا احتمالان فقط مثل الإسلام والكفر فقاعدته هي أنك إذا أثبت الشيء فقد نفيت نقيضه وإذا نفيت الشيء فقد أثبت نقيضه أيضا تقول:
أسلم زيد
فهذه الجملة فيها معنيان إثبات الإسلام ونفي الكفر وتقول:
لم يكفر زيد
فيها معنيان نفي الشيء وإثبات نقيضه .
وقس على هذا في معاني إثبات الشيء ونفي نقيضه على حسب الاحتمالات .
ومعرفة مثل هذه المسائل مفيدة جدا لك عزيزي الشاعر والكاتب لأنها تتعلق بألإشارة الى المعاني وأنت لن تقول كلاما مثل ضرب زيد عمرا ولكنك تقول كلاما فيه شاعرية وعاطفة وصنعة ولذلك تجد مذاقا حلوا للإشارة الى المعنى بإثبات الشيء ونفي نقيضه .
والله أعلم