التنظير هو أمـرٌ أقربُ ما يكون إلى الأحلام ، لأنه ينبع من الخيال . ويأتي التنظير جميلاً أو غير ذلك - تناغماً مع ما يُميّز شخص المفكّـر وبحجم حصيلته المعرفية ، وأتجاهاته الفكرية ، ويأتي التنظير حاملاً لبصمات الزاوية أو النافذة التي ينظر من خلالها المُنظّـر والتي مكّـنه القـدَرُ من الوقوف أمامها - ليؤدي بذلك رسالة فكرية مُقـدّرة .!

والعلاقةٌ بين التنظير والتطبيق تكمن في نُدرة إنتاج الأول وسهولة فهمه من قِبلِ الجميع - تقريباً ، واستحالة حصول الثاني لدى الأغلبية الساحقة .!

والبونُ شاسعٌ بالطبيعة بين الجانب النظري والعملي لذات الأمـر .!
وما يجعل من التطابق بين الخيال والواقع ممكناً هو ما ندعوه بالمعجزة .!

والله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يكون الناس أمة واحدة ، ولم يُعطِ للإنسان إمكانية العيش منفرداً ، وسيُحاسب الناس فرادى ، والإنسان تعهد بحمل الأمانة - مختاراً ... هذه حقائق لا يُمكننا القفز فوقها ، وقد لا نتمكن من فهم الحكمة من ورائها ، وقد نختلف في فهمها .!
ولكنها تبقى حقائق - في صورة تساؤلات - في ذهن الإنسان المؤمن ، تحدُّ من قدرته على وضع تصورٍ متكاملٍ ، وسبيلٍ ثابت يسلكه ويُحيط بأبعاده - للقيام بدوره كما يفهمه هو ، وفق إمكاناته ، ... أثناء حمله للأمانة وأدائه لرسالته في الحياة .!

تحية صادقة - لرواد ساحة جميلة - يُزينها تبادل أفكار رائعة - بروحٍ أخوية .