الأستاذ / ابراهيم السكوري

مقالك هذا في الصميم و نظرتك هي نظرتنا جميعا , و ما نتج عن سفهاء تحركهم خيوط السياسة اللعينة لهو ذر للرماد في العيون و إلهاء الشعبين عن قضايا مصيرية سواء كانت تخصهم أو تخص أمتنا العربية .
و ما هذا السكوت الذي نشهده اليوم لهو دليل على ضعف الإيمان الذي لم نراه كما قلت في أيام الفتنة اللعينة , فأين هو ذاك الحراك العظيم الذي شهدناه و رأيناه من أجل مباراة في كرة القدم ( و هي بريئة مما يتهمون )
للأسف أصبحنا نرى العزة في الأقدام بعد أن كانت في الهامات و الجبين .
لقد انحدرنا جميعا في قاع مؤامرات دنيئة أهدافها و مصالحها أهم من علاقة بين شعبين عربيين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُقطع أواصر الأخوة و المحبة بينهما .
نحن نقول هذا ليس من باب المثالية بل هو واقع لا يمكن لعاقل تجاهله أو إنكاره , و حرب الصحف الصفراء و القنوات الحمقاء لن تحقق أهداف أسيادها بأي حال و ستعود المياه لمجاريها غصبا عن كل هؤلاء .
هذه الفتنة آذت مشاعر الكثيرين من الطرفين بل و حتى دول عربية أخرى وقفت حائرة مندهشة لما يدور و يحدث , و للأسف تطوعت أقلام كثيرة في إذكاء نار هذه الفتنة غير واعية بحقيقة هذا الأمر و إنما دبّ في أنفسها المضللون حمية الجاهلية فانساقت وراءها و كأنها تقوم بدور بطولي لنصرة الوطن و لكن اتضح بعد ذلك أنها بطولات من ورق لا غير .
و أنا شخصيا صدمت في أقلام كثيرة و خصوصا على الفيس بوك و شهدتُ من الكتابات ما يندى له الجبين , فسبحان من كان يدّعي بالأمس وحدة الأوطان و هو يمزق اليوم كل ما يربطه بالآخر و يراه عدوه اللدود في حين صمتت هذه الأقلام عن الحق و نصرة غزة اليوم و استنكار كل ما يحدث و اكتفت بقصائد الحب و الغرام .
للأسف إذا كان هذا هو حال مثقفينا فماذا ننتظر من الرعاع في نصرة قضايا الأمة ؟؟؟
رغم أنني متأكد أن هؤلاء الرعاع لو فتح لهم باب الجهاد لكانوا هم أول من يقف خلف بندقية في حين يكتفي المثقفون بالوقوف خلف الأقلام .
آسف إن كنتُ قد أطلت الحديث و تشعبتُ فيه و لكنني وجدتُ في متصفحك متنفسا و سأكتفي بهذا لأنني صدقا لو أطلقتُ العنان لقلمي لما توقف من شدّة حسرتي على أبناء و بنات أوطاننا و هذا الجيل الصاعد الذي يعمل الأعداء على تجريده من كل مقوماته و انتماءاته الحقيقية .
الوطن غالي و لا أحد ينكرُ حبه لوطنه و لو أنها حدود جغرافية , و لكن يجب أن نتعلم كيف نحب هذا الوطن و بأي أفعال نثبتُ حبنا له .

أشكرك على هذا الموضوع و أتمنى أن يتم النقاش فيه بما يخدم وحدتنا و مصيرنا المشترك

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام