رجاءً انتظر
رجاءً انتظر ,
فالليلُ بدونكَ يعلنُ فرحةً كاذبة
متى عشنا الدجى يا صديقي
دون كدر ؟ !!
عبرَ انكساراتنا
مررنا بالجحيم
و لم ننصهر .
مغتالة أمنياتنا
مؤجلة أحلامنا
و نمضي سويا
سويا ...
ألِفنا السهر
ما كان للشمعة مكان بيننا
و لا للانطفاء معنى
نجمة فقط في السماء
نمدُ إليها البصر ,
أوطاننا محاصرة يا صديقي
و شعوبنا محاصرة
و غزة محاصرة
فهل ننكسر ؟!!
انطفأت شمعة ..
ابتلَ عود الكبريت
فقدنا النظر
لا نرى غير البقايا
بقايا أحلام..
و بقايا صور .
نحترفُ البقاءَ
نخترق حواجز الهزيمة
نمسك قلة الحيلة بأيدينا
في باطن الكف حريق يا صديقي
و في القلب شهقة ..
تحتضر .
نبكي معا ..
نرتمي في حضن العجز
تأبى أرواحنا الموت
هي لن تموت ..
قضاء و قدر .
أعانق فيكَ روحي
أمارس فن التجاذبَ
في الذهاب و الإياب
أضمُني كلّما اختفيتَ
أطيلُ النظر ,
يأكل الجوع من لحمي
أقتاتُ على الزهر
يجذبني الموج
نحو قارب النجاة
أتشبّثُ بخيط الوهم
و بآخر نَفسٍ في الرجاء
رجاءً انتظر .
يصفعني الوداع مودعًا
و تخونني في الأعماق نشوة
رسمت لي سحبا
أعشابا و مطر .
أبللُ بالجفاف وحدتي
و أمضي زاحفا بمفردي
و أبكي جناحيّ الذي انكسر
و أنظر إلى حزننا السرمدي
و إلى تفاصيل وجه
أعياه السهر .
سأمضي وحيدا ..
في دروب الليل بحذر ..
و سأتسلقُ خلسة وجه الصبر
إن انطفأت بيدكَ يا صديقي شمعة
فقد انطفأت في سمائي نجمة
و أفل في صدري قمر .
29/12/2009