لم يتسن لي أن أرى هذا الموضوع قبل اليوم ولكني سعيد بقراءته على عجل وسأعود متأملاً ومتداخلاً.

وأشكر لك أخي محمد الموجي بداية هذا الطرح المميز والذي أراه يستحق أن يقرأ مراراً ويستفاد مما فيه. ولكني أستنكر عليك أمراً واحداً أخي وهو ما ورد في عنوان الموضوع من لفظة "جهالات" وكنت أتمنى لو كانت مثلا "اجتهادات".

إنني أثق جداً بصدق توجه أخي مهند وبقدرته على قراءة النص والتحاور بشكل حضاري وعلمي مهذب ، بل وأحسبه يتحرى الحق والحقيقة وما أرى ما يفعل أو يقول جهالات بل اجتهادت أملتها عليه ظروف استلامه الفكر وتعهده والمنبع الذي ينهل منه وأعلم معضلة أخي مهند والله أعلم. باختصار أخي مهند مما نحسبه كريماً عاقلاً غير مغرض كالكثير ونتوسم فيه أن يدل درب الحق وسيكون يومها قوة لا تعادلها قوة في نشر الحق والدفاع عنه بالمنطق والدليل.

أما مسألة التكفير فقد خضنا فيها كثيراً ونلخص الأمر بما يلي:

التكفير أمر رباني لا يحق للعبد وإنما هو لله وعليه:

1. هناك نصوص قاطعة بالتكفير واردة في القرآن نصاً ثابتاً لا تأويل فيه إلا لمغرض أو من قلبه زيغ. هنا يحكم على من انطبق عليه مضمون الآية بالكفر بحكم الله لا بحكم بشر. ومن هذه الأحكام كفر من حكم بغير ما أنزل الله أو من دعا للحكم بغير ما أنزل والعلمانية أحد هذه الدعاوى التي يكفر صاحبها شاء أم أبى وبحكم الله لا بحكم البشر.

2. هناك من يجتهد بالتكفير بغير نص واضح أو بظن راجح ممن يصل بهم الأمر إلى تكفير من يعارض طرحه أو يخالف لفظه كأولئك الذين يكفرون من حلق لحيته أو أطال ثوبه أو قال برأي يخالف رأي مذهبه وهم كثر للأسف يجعلون من التكفير حق لهم دون خالقهم. هم العدو لأنفسهم أولاً وللدعوة الإسلامية ثانياً ويجب أن نحاربهم بكل الوسائل.


هذا والله أسأل أن يعيننا جميعاً على اتباع الحق والدعوة إلى سبيل الله على بينه ورشاد.

ولي عودة لهذا الطرح المميز.


تحياتي وتقديري
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي