رصاص الجيش الصهيوني أصابها بالشلل الدائم وحرم ابنتيها من الرعاية والاهتمام
غزة/صابرون - 2005-02-03
' هنيدة بريكة ' أم فلسطينية .. حولت رصاصة صهيونية حياتها إلى .. إعاقة. هنيدة أم لطفلتين , أصبحت حياتها صعبة , فهي تجلس طيلة الوقت على كرسي متحرك داخل جدران المنزل المتهالك ،.. تعيش مع أطفالها ' ريهام 3سنوات ، وندى 2.5 سنة … حياتها تحولت إلى جحيم بفعل الإصابة ، فالاحتلال حرمها من حركتها وحيويتها ، وجعلها عاجزة لا تستطيع الحركة .
ميلاد ونشأة
ولدت الجريحة الفلسطينية (هنيدة محمد بريكة ) عام 1973م في حي بريكة في رفح الغربية الواقع غربي محافظة رفح لأسرة فلسطينية ، وتزوجت من الشاب الفلسطيني سليمان بريكة ، وعاشت حياة هانئة وأنجبت طفلتين ريهام وندى وهي في صحة جيدة .. وعاشت مع طفلتيها في بيتهم المتواضع حياة هادئة بعيدة عن المشاكل ، إلا أن الأيام تبدلت بعد القصف الصهيوني المنهمر لقوات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى حيث يقع منزلها مقابل موقع تل زعرب العسكري ، و تتعرض منطقتهم لإطلاق نار عشوائي باستمرار ، و لتوغل دائم وهدم منازل , ووقعت الجريحة هنيدة (أم ريهام) فريسة للاحتلال الذي دمر حياتها وحولها إلى جحيم لا يطاق .
رحلة مع المعاناة
في منزلها المتواضع في حي تل زعرب كان اللقاء ، جلست هنيدة على كرسيها المتحرك وعيونها يملؤها الحزن ، وقالت ' الحمد لله على كل حال , والله هو المنتقم الجبار من الصهاينة الذين حولوا حياتي إلى دمار وحرموني من الحركة إلى الأبد, وحرموا أطفالي من رعايتي واهتمامي, وجعلوني أعيش معاقة مدى الحياة'.
وعن إصابتها قالت أم ريهام ' كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي ، وخرجت فوق سطح منزلي كي انشر الغسيل حتى أصابتني رصاصة من قناص صهيوني كان يتربص بالمواطنين الأبرياء فلم تشهد المنطقة في تلك اللحظات أية مواجهات وشعرت بسهم قاتل يصيبني ويشل حركتي حينها علمت ان رصاصة أصابتني في راسي ووقعت على الأرض ونقلوني إلى مستشفى أبو يوسف النجار وكان ذلك بتاريخ 8/12/2002م .
سأبقى معاقة طيلة حياتي
وأضافت أم ريهام والحسرة والألم يعتصر قلبها:' بعد الفحص تبين أن رصاصة من نوع 500 ملم اخترقت راسي وبعدها نقلوني إلى المستشفى الأوروبي ومنها إلى مستشفى الشفاء بغزة ولم يحصل لي أي تغيير وبقيت على هذه الصورة'.
وحول التقرير الطبي للحالة فان الرصاصة دخلت من الفص الجداري الدماغي الأيمن وخرجت من الفص الجداري الدماغي الأيسر حيث فقدت الوعي وتم توصيلها في المستشفى الأوروبي بالتنفس الاصطناعي ومكثت فيه لعدة ساعات وتحولت إلى مستشفى دار الشفاء وقاموا بإجراء عملية جراحية عاجلة تم من خلالها ثقب الجمجمة وتنظيف الجروح وقد تم عمل أشعة مقطعية للدماغ أظهرت المدخل والمخرج للرصاصة مع وجود قناة داخل النسيج الدماغي وتم تحويلها إلى العناية المركزية وهي في حالة غيبوبة لمدة أيام وخرجت بعدها إلى قسم الجراحة والأعصاب ومن ثم تم تحويلها وإدخالها إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بتاريخ 22/12/2002م ومكثت هناك مدة أربعة شهور .
أمنية
وعن أمنية الجريحة أم ريهام تقول وقد اغرورقت عيناها بالدموع 'أتمنى أن يتم علاجي وشفائي وأتمنى أن أشفى لإعالة أبنائي وبيتي وزوجي.