تحية ملؤها الحب والفخر للأخت ميرفت طه الأسيرة المحررة
أختي الغالية لقد أخجلتني عندما وقفت أمام حروف كلماتك وأنا اقرأ ما عانيته
شعرت بصغر حجمي وضحكت من نفسي وأنا التي دائما ما تحاول أن تكتب عن المعاناة
فأين هي معاناتي مما عايشته أنت وطفلك الصغير اعترف لك بعجزي وخوفي لو كنت مكانك ولكنك أنت التي تحملت حملا تنوء بحمله الجبال وناءت بحمله دول أو دويلات
تحية لصبرك وقوتك في مواجهة من عجزت عن مواجهته جيوشنا العربية المغوارة ، وقياداتنا الجسورة
تحية لخروجك من أسرك وأنت تسطرين وتسجلين في كتب التاريخ شجاعتك وصمودك الذي طالما سمعنا عنه في مذياع وأبواق دولنا العربية دون أن نراه
تحية لرفيقات زنزانتك اللاتي وقفن بجانبك فانصهرت الأنا وذابت في صورة من التضامن والحب من اجل الكل تحية لطفلك البريء من حقد الصهيوني المحتل والشامخ في وجه أقزام السياسيين في امتنا وانصاف الشجعان في زمننا
لقد قلت يا اخية بأن سجن تلمود كان مقبرة فوق الأرض ولكن بوجود أرواحكم فيه جعلتموه يعج بصخب ا لحياة الحرة الكريمة بعكس حريتنا السجينة المدفونة فينا
لم تستطيعي يا اخية إرضاع طفلك الصغير بسبب سوء التغذية ولكنك أرضعته الكبرياء وحب الوطن وذاكرة لن تشيخ وتصاب بالنسيان لما رآه عندما أبصرت عيناه نور روحك الشامخة وتغطى وشعر بحنان ودفء تضحيتك في سبيل الوطن
لقد ذرفت الدموع عند فراقك لصديقاتك في الأسر حين حان وقت الوداع والإفراج عنك لتمتزج بعد ذلك دموع الوداع بدموع فرحة اللقاء بأهلك وزوجك وطفلك فهذا هو قدرنا يا اخية أن تمزج دموع فرحنا بحزننا
تحية لوالدتك التي تحملت الم فراقك
تحية لزميلات الأسر اللاتي ننتظر لقاؤهن
عندما يتحرر العربي من قيود ذله وهوانه
تحية لهذا الشعب المعطاء
تحية لك من القلب وسلامي وتمنياتي لك بالصحة والخير