مدينة تحت أمطار اللهب

بسم الله الرحمن الرحيم

مدينة .. تحت أمطار اللهب
بين ضفتي النهر..
تفوح رائحة الدم ....
يستشري أثر السم ....
يظهر هلالا وراء هلال ....
يمر الشهر تلو الشهر ....
فلا يجف ينبوع القهر....
ولا تنغلق بوابة الظلم
في عرض الفرات كنا نسبح أسرابا
وقطرات ندية تغسل همومنا
ثم على ضفتيه نستلقي
فتجفف شمس الرافدين أجسامنا
نتسلق نخيل الكوفة نقطف رطبا وتمرا
وفي ليلة حزينة انهمر علينا نارا وجمرا
أشتعل النهر .. تباطأ الدهر
نجم هوي ضوء خبا
طفل يبكي
وأب ينعى في صمت
بوار وطن وسقوط طيرا
أرض ما بين النهرين صارت بلا جدرانا
استباحت طيور الشر سماءها
كمال عوض

ما ضر بحر الفرات يومــــا
أن خاض بعض الكلاب فيه




هكذا التاريخ يعيد نفسه
لكن عما قريب سنغتسل في بحر الفرات لنبرأ من أدراننا
وسنتسلق نخيل الكوفة ونلتقط الرطب والتمر
فنصر الله آت
نصر الله آت

أستاذ "كمال"
كلماتك هيجت أشجاني
دمت في رضا الله

أخي كمال عوض:

كلماتك أكثر من معبرة وتحمل ألقاً وتمكن.

أنت تثير بهذه الحروف مكامن الألم العاجز في زمن التخاذل والضعة.


اصرخ أخي بمثل هذا لعل أن توقظ الهمم.


تحياتي وتقديري