| 
 | 
الطَّرفُ مَرَّ على الجراحِ فأرَّقَهْ  | 
 حالُ الفؤادِ،،وجرحُهُ قد أحرَقَهْ | 
يذوي عليه لكي يوارِيَ نَزْفَهُ  | 
 عن طرْفِهِ فيرى النَّزيفَ ومِفْرَقَهْ | 
ويَرُوعُهُ شوكٌ نما بِشِغافِهِ  | 
 فالقلبُ يخشى النَّبْضَ مِن أنْ يُقْلِقَهْ | 
فَيَدٌ تَجُسُّ الشَّوكَ في خَفَقانِهِ  | 
 ويدٌ على الجُرحِ المُعَفَّرِ شَرْنَقَهْ | 
واستوقَفَ الطَّرْفَ احتضارُ مفاتِنٍ  | 
 عمَّا أصابَ القلبَ ماتت مُشْفِقَهْ | 
فأتى عليه الدَّهرُ حيناً شارداً  | 
 قبل السُّؤالِ شُرودَ ما قد أرْهَقَهْ | 
نَهَشَتْهُ فيه مخالِبٌ،وحبائلٌ  | 
 ووساوِسٌ دقَّت عليهِ كَمِطْرَقَهْ | 
ثمَّ انحنى نحْوَ الفؤاد مسائلاً  | 
 وبدمعِهِ أجفانُهُ مُغْرَوْرِقَهْ: | 
"حتَّامَ أنت لدى العذابِ رهينةٌ  | 
 وأراكَ مَنْبِتَ شوكِهِ ومُمَزَّقَهْ | 
قد صِرْتَ في سِفْرِ الكآبةِ أسطُراً...  | 
 أوَ لَمْ تكن يوماً كَشَمْسٍ مُشْرِقَهْ؟ | 
أَوَلَمْ تكنْ رَحِمَ السَّعادَةِ والهَوَى  | 
 تنمو مُخَلَّقَةً وغيرَ مُخَلَّقَهْ؟!!" | 
والقلبُ ساهٍ في غياهِبِ وَحْدَةٍ  | 
 قد رَوَّ ضَتْهُ...فما يُحَرِّكُ مَنْطِقَهْ | 
حتى استفاق وقال ما قد صُيِّرَت  | 
 كلُّ النُّفوسِ له كَنَفْسٍ مُطْرِقَهْ | 
"يا طرْفُ...مالكَ والسُّؤال فإنه  | 
 لمَّا أتى الحُزْنَ المُقَطَّبَ فَتَّقَهْ | 
دعْ عنكَ ذاكَ فأنتَ وجهٌ عابِرٌ  | 
 وأنا استهامَتْنِي الجراحُ مُحَدِّقَهْ | 
قد أعْمَلَتْ فِيَّ العذابَ رؤوسُها  | 
 عن مَنْكِبِ الدَّهرِ المُصَرَّفِ مُطْلَقَهْ | 
أودَعْتُها قاعَ العِنادِ فَخُمِّرَتْ  | 
 ورَوَيتُها للسالكينَ مُعَتَّقَهْ | 
ثَمِلوا وأُهْرِقَ دمعُهم ألماً لها  | 
 -وأنا المُصابُ-ولستُ دمعِيَ مُهْرِقَهْ!!" | 
###  | 
 وأتى العذولُ يجُرُّ ذيلَ دناءةٍ | 
ويقولُ"حسبُكَ...قد رأيتُكَ حائراً  | 
 والنَّفْسُ ممَّا قد عَراها مُزْهَقَهْ | 
والدَّمعُ شَقَّ على خدودِكَ سيلُهُ  | 
 ثوبَ التَّصَبُّرِ،،فادِّعاؤكَ هِرْطِقَهْ | 
لا تدَّعِ اليومَ اعتلاءَ سحابةٍ  | 
 للمَجدِ فوقَ المُعْصِراتِ مُعَرَّقَهْ | 
لا تأْمَنَنَّ على هباءِكَ دهرَنا  | 
 لا ترْكَنَنَّ بأنَّهُ لن يُزْلِقَهْ..." | 
###  | 
 يا عاذلاً..ويلَ الوشاةِ بإفكِهم | 
تبقى بِزَعمِكَ في الحياةِ مُشَتَّتاً  | 
 وكذا حروفُكَ قد قَضَتْ مُتَفَرِّقَهْ | 
أُنظُرْ إلى سَعَةِ السَّماءِ ورُحبِها  | 
 صارت بِسَعْيِكَ واحتيالِكَ ضَيِّقَهْ | 
والأرضُ..تعْتَزِمُ ابتلاعَكَ نِقمَةً  | 
 طَأْطِئْ عيونَكَ تلقَها مُتَشَقِّقَهْ | 
سَئِمَتْ خُطاكَ على ثراها سارِقاً  | 
 منها دموعَ نَدىً تُزَيِّنُ زنبَقَهْ | 
وزَرَعْتَ نفسَكَ في حدائِقِ وردِها  | 
 ونَثَرْتَ فوقَكَ ما حَمِقْتَ لِتَسْرِقَهْ | 
فلقد رعتكَ وجامَلَتكَ بِجَهلها  | 
 والآنَ تَكْرَهُ أن تُرى مُتَمَلِّقَهْ | 
فارحلْ إلى أرْضٍ تُبيحُ سوادَكُمْ  | 
 وتكونُ فيه حَفِيَّةً مُتَرَفِّقَهْ | 
وتعافُ وَجْهَ الخيرِ-وهو محَبَّبٌ-  | 
 فَتُثِيرُ كَفَّ النَّازِلاتِ لِتصفِقَهْ | 
###  | 
 يا مَن سمعتَ مقالتي لك عِبْرَةٌ | 
الخيرُ لو لم يُرْوَ يبقى في غِنىً  | 
 والشَّرُّ أنحَلَهُ الثَّناءُ ودَقَّقَهْ | 
ما بالُ أبوابِ الدَّناءةِ شُرَّعٌ  | 
 لكنَّ أبوابَ العلاءِ مُغْلَّقَهْ!! | 
فالمجدُ فوقَكَ يستَحِثُّكَ حالِفاً  | 
 ،أن ليسَ يُبْلَغُ بالهوى،لِتُصَدِّقَهْ | 
والحُبُّ قال مُناصِحاً لَكَ"يا أخي..  | 
 بِسِوايَ لن تَلِجَنَّهُ..أو تَطْرُقَهْ" | 
فارفَعْ لِنَفْسِكَ مَعْرَجاً وذَرِ احتما  | 
 لَ الشَّرِّ والأهواءِ كي تَتَسَلَّقَه | 
واعلَمْ بأنَّ السَّعْيَ منكَ مُوَجَّبٌ  | 
 ثُمَّ النَّتائجُ بالقضاءِ مُعَلَّقَهْ |