هَرَفْتَ ظَنِيناً خلفَ قلبِيَ في شِعْرِي=لِيَعْذُرْكَ قلبي -إن أسأتَ ولا تدري-
وكُنْتَ رَضِيَّاً عن عَمُودٍ أُقيمُهُ=فَمَالَكَ لا ترضى عن الأسهَلِ-الحُرَّ-
هفا بِكَ جَهْلٌ لازدرائي تَكَبُّراً=ألا خابَ مَنْ يهفو بِهِ الجَهْلُ للكِبْرِ
تَتَبَّعْ خُطَىً خَلْفِي لِتُبْصِرَ خَلْفَها=نُجُومَ شَمالٍ تَسْتَحِثُّكَ للسَّيرِ
فَإِنْ فوقَ رَمْلٍ أو تُرابٍ عَمِيتَها=فَكَيْفَ تَراها فوقَ عارِيَةِ الصَّخْرِ؟!
وإنْ كُنْتَ في حَجْرٍ عنِ العَيْنِ والرُّؤى=فلا تُزْجِ لي الرُّؤيا وعَيْنَيَّ للحَجْرِ
ولا تقصُرِ المَعْنى بِمَا قَدْ عَلِمْتَهُ=لِتَزعُمَ أن معناهُ عبءٌ على الفِكْرِ
فدع عنكَ شِعْراً لستَ بالِغَ مُدَّهُ=فأنْتَ خَلِيَّ الطَّرْفِ والرَّأسِ والصَّدْرِ





سأهرُبُ مِن ظِلِّيَ الآنَ للشَّمسِ
-يسبِقُكَ الظِّلُّ.
هل أتَعَلَّقُ في رَقْصَةِ القَمْحِ..؟
عَلَّ الفَضِيلَة تشفَعُ لي ..
-لن يُفيدُكَ هذا التَّخَفِّي
فوجهُكَ لن يشربَ الحِنطَةَ اليومَ
أو في غَدٍ
أو بُعَيْدَ غَدٍ
سوفَ تبقى على شكلِ فجوةِ صوتٍ نَشَازٍ
وأَسْوَدَ
ما سوفَ يكفي لِمَوتٍ بطيءٍ بِظِلِّكَ
*****
أنتَ كَوَجْهِكَ في نبضَةِ الماءِ بينَ السُّطورِ الأخيرَةِ
هل كُنْتَ تَعْجَبُ مِنْ رَعْشَتِي في الكِنايَةِ
هل صارَعَتْكَ الرُّموزُ لِتَهْرُبَ؟
كانت تَوَدُّ عِناقاً أخيراً لأجلِكَ أنتَ
لِتَفْهَمَ أكثَرَ ممَّا جَهِلْتَ
ولكنَّ ظِلَّكَ يكرَهُ أن تقرأَ النَّصَّ أكثَرَ مِنْ مَرَّةٍ
سوفَ تَرْحَلُ نحوَ البساطَةِ
حَيْثُ النِّهايَةُ تُقْرَأُ مُنْذُ البِدايةِ
*****
يبكي جَريحٌ على الحَرْفِ
ليسَ لَدَيْهِ دَلِيلٌ على أيِّ شيءٍ
-لِيَكرَهَ شيئاً مِنَ الحِبر-
غيرَ التَّعَصُّبِ للأرضِ
أو للسُّلالَةِ في أوَّلِ الموقِعِ الأَدَبِيِّ
ستؤخَذُ مِن تَحتِكَ الأرضُ مِثْلَ بساطٍ رقيقٍ
-هل الآنَ تُبصِرُ خطوي على الرَّملِ؟-
أو..
سوفَ يسقُطُ قلبُكَ ثُمَّ الأنابيبُ
لا شيءَ قد يذكُرُ الجُرحَ ذاكَ المساءَ
-فهل تسمَعُ الآنَ لحنَ الصُّراخِ على الذاهبينَ؟-
أقولُ "ستَسْمَعُ حينَ يعودُ الجَمِيعُ وتُجبِرُكَ الوحدَةُ الضَّيِّقَة"