مضى عام من الدنيا.. فمضى عام من حياتي، عام.. لم أهتد بعد كيف تكون كلماتي عنه، ولم أُعِد لحديثي عنه أي عُدّة، عام.. تعلمت فيه الكثير عن الدنيا وخضت فيه تجارب إنسانية عِدّة،
عام مضى من عمري لن أدركه بعد الآن
عام.. أحسست فيه أني بعدت عن ربي، وصارت بيني وبينه حجبا أُسدلت في طريق العودة، وعقبات وضعت على طريق الأوبة والتوبة
فوا أسفاه على عام قد تقضى من حياتي.. نقص فيه عمري على الحقيقة، وقرب فيه أجلي.. ودنا من الدنيا زوالي.. ودقت ساعة الحقيقة
لقد سالت عيني لعامي هذا؛ وجادت بعبراتِ حسرةٍ أليمة رقيقة، وسالت ذكرياته كوابل صيب؛ بلحظات وصور ومواقف وآثار عميقة
عام حزنت له، وحين حزنت له إنما حزنت لنفسي أن لم أكن فيه كما أردت
وكذلك هي الحياة تعلمك من أخطاءك.. إن كنت ذا يقظة وذكاء، وتربي فيك تجاربها البصيرة لمستقبلك وغدك.. إن كنت ذا فهم وزكاء
عام.. ضربت خيمة العزلة علي فيه أركانها.. فعشته شِبْه وحيد، والوَهَن على جسدي يطفو للعَيان.. وكل يوم ينمو ويزيد، وأم رؤوم قد علاها الألم.. وقلبي له في كدر يحياه شديد
فيا مولاي صَبِّرمُضغتي.. وثبت مُهجتي..
إنىِّ إلى رحمةِ الرحمنِ مُفْتَقِرٌ *** وقد دَعَوتُكَ يا رحمنُ رحمانا
روحى تَتوقُ إلى لقياكَ واثقةً *** بأَن سَتَمْنحَنِى رَوْحًا ورَيْحانا
أُخْرَاكَ فيها خَلاصُ الرُّوحِ مِن كَبَدٍ *** فيها التَّحَرُّرُ من أَوهام دنيانا
هَبْ لِى رضاكَ فما أَرْضَى به بَدَلاً *** يا واهبَ الفضلِ، كلّ الفضلِ رضوانا
اختي الكريمة أحلام
أثارت تلك الكلمات وبعثت من رقادها كلماتي
ليتنا نعي حقيقة مضي السنوات ونقص الاعمار والاقتراب من دار القرار
إذا لتغير حالنا وخلصت للباري احوالنا
فرحماك ربي
تقبلي تحياتي
وحفظك المولى