إيـــــــــــــــــه يا غزّة

كنتِ هناك,,كالبقيّة,,
تلعنين اليأس و ترتّلين تعويذةً ورثتِها عن جدّتكِ المئة,
منذ الأزل, ,
أدركتِ أنكِ لم تعيشي إلا لتزرعي اللحم ميتا بين ثناياكِ,,
و تروي ظمأ روحك من دمك المستباح,
كي ينبت في رحم الأرض ألف أمل,,

و الآن يا غزّة,,
تبتدئ الرحلة نحو حياةٍ تُشير بسبّابتها إلى القمم الموشومة على خريطة موت,,
أو لعلّه الموتُ يعشّش فيكِ,, و يهدم لذّة الحياة
مسكينةٌ أنتِ يا غزّة,
يغتصبك القهر
ينهشُ القهر لحمك
و إخوتكِ يتابعون مسلسل آهاتك,, بصمتِ عالي الضجيج
فُضّت بكارتك,,و لطّخ الدمُ أروقة المكان
و فُضحت لعنة القهر,, و ها أنتِ تبحثين عنكِ,, تتقافزين بين تهتّكات الظلال
تراقبين من بعيدٍ هجرة الزيزفون,, و تنتظرين بذور الغرقد تغرس بين أوردتك

لا يا حبيبتي
فلتستفيقي من وهم الظلال,,
فهم أوهن من أن ينالوا منكِ شيئا,,
و أنت ما زلتِ على قيد الحياة,,
تكافحين القهر الجاثم على صدرك
و ما زال القهر تارةً يلعقُ شيئاً من دمك,,
و تارةً يلصق على جسدك الترابيّ زفراته الحارقة,,
و أنتِ تنفثين في وجهه المشوّه نيرانك,
, و تصفعينه بأجنحتك

لن تموتي يا غزّة
و غداً ستعودين هناك,, تلعنين اليأس, و ترتّلين تعويذة جدّتك المئة