لا تكذبوا على شعوبكم

شعر : أبو النُّـزُول المعري
000000000000000000000



لاْ تَكْذِبُوْا كَذِباً عَلَىْ عُرْبَاْنِكُمْ

لاْ تَدَّعُوْا حِرْصاً عَلَىْ أَوْطَاْنِكُمْ

لاْ تَكْذِبُوْا أَبَداً عَلَيْنَاْ إِنَّنَاْ

نَدْرِيْ تَآمُرَكُمْ عَلَىْ أُخْوَاْنِكُمْ

لاْ تَدَّعُوْا أَنَّ الْعُرُوْبَةَ أُمَّكُمْ

أَوْ أُخْتَهَا الْعَذْرَاْءَ مِنْ غِزْلاْنِكُمْ

لاْ تَدَّعُوْا آبَاْءَكُمْ آبَاْءَكُمْ

لاْ تَدَّعُوْا الأَجْدَاْدَ مِنْ عَدْنَاْنِكُمْ

***

أَنْتُمْ سُلاْلَةُ قَيْصَرٍ أَوْ فَاْرِسٍ

وَ قُلُوْبُكُمْ جُبِلَتْ عَلَىْ أَضْغَاْنِكُمْ

أَنْتُمْ حُثَاْلَةُ أُمَّةٍ عَرَبِيَّةٍ

مَطْعُوْنَةٍ طَعْناً بِسُمِّ سِنَاْنِكُمْ

لاْ تَكْذِبُوْا أَبَداً فَأَهْلُ زَمَاْنِكُمْ

يَدْرُوْنَ مَاْ تُخْفُوْنَ مِنْ خِذْلاْنِكُمْ

أَنْتُمْ مَطَاْيَا الْغَاْصِبِيْنَ جَمِيْعِهِمْ

وَ الشَّعْبُ عَاْنَىْ الْمُرَّ مِنْ طُغْيَاْنِكُمْ

سَوَّقْتُمُ الدَّجَلَ الرَّخِيْصَ ، وَ عُمِّمَتْ

أَقْوَاْلُكُمْ جَهْراً عَلَىْ غِلْمَاْنِكُمْ

بِوَسَاْئِلِ الإِعْلاْمِ صَاْرَتْ سُلْعَةً

تَشْكُو الْمَذَلَّةَ مِنْ هَوَىْ أَوْثَاْنِكُمْ

أَنْتُمْ هَوَيْتُمْ ؛ وَ الْهَوَىْ جَرَّ الْهَوَىْ

حَتَّىْ غَرِقْتُمْ فِيْ أذى طوْفَاْنِكُمْ

إِنَّ الدَّعَاْرَةَ سُوِّقَتْ مِنْ شَرْقِكُمْ

حَتَّىْ عَلَتْ كَالْمَوْجِ فِيْ أَعْطَاْنِكُمْ

وَ جَنُوْبُكُمْ قَدْ مَلَّ مَيْنَ شَمَاْلِكُمْ

وَ شَمَاْلُكُمْ يُشْوَىْ عَلَىْ نِيْرَاْنِكُمْ

يَاْ أَيُّهَا الأَوْغَاْدُ فِي الْوَطَنِ الَّذِيْ

قَدْ مَلَّ - يَاْ أَوْغَاْدُ - مِنْ أَلْوَاْنِكُمْ


***


لَيْلاً نَهَاْراً تَكْذِبُوْنَ لأَنَّكُمْ

خَوَلٌ لِمَنْ يَعْدُوْ عَلَىْ أَوْطَاْنِكُمْ

خِنْتُمْ تُرَاْبَ الرَّاْفِدَيْنِ ؛ وَ قَبْلَهُ

خِنْتُمْ تُرَاْبَ الْقُدْسِ فِيْ مَيْدَاْنِكُمْ

فَلَكَمْ خَسِئْتُمْ فِي النِّـزَاْلِ ؛ وَ مَاْ رَأَىْ

أَحَدٌ بَصِيْصَ النَّصْرِ مِنْ رُكْبَاْنِكُمْ

وَ عَلَيْكُمُ شَاْرُوْنُ يُمْلِيْ أَمْرَهُ

وَ جُيُوْشُهُ تَعْدُوْ عَلَىْ جَوْلاْنِكُمْ

أَمَّاْ فِلَسْطِيْنُ السَّلِيْبَةُ : إِنَّهَاْ

مَلَّتْ مِنَ الأوباش مِنْ زُعْرَاْنِكُمْ

***

أَ فَمَاْ عَلِمْتُمْ أَنَّ بُوْشَ ؛ وَ قَبْلَهُ

بُوْشٌ أَرَاْدَ الْعُهْرَ في أبدانِكُمْ

حَتَّىْ أَتَىْ شَاْرُوْنُ يَجْرِفُ سُلْطَةً

مَوْبُوْءَةَ السلطان مِنْ سُلْطَاْنِكُمْ

يَغْتَاْلُ أَطْفَاْلاً ؛ وَ يَقْتُلُ نِسْوَةً

جَهْراً وَ لاْ يُصْغِيْ إِلَىْ بُرْهَاْنِكُمْ

وَ تُقَبِّلُوْنَ حِذَاْءَهُ مِنْ ذُلِّكُمْ

وَ تَفَاْهَةِ الأَنْذَاْلِ مِنْ ذُؤْبَاْنِكُمْ

***
نَشَرُوْا بِشَرْمِ الشَّيْخِ كُلَّ غَسِيْلِهِمْ

وَ تَهَكَّمُوْا – جَهْراً- عَلَىْ أَثْمَاْنِكُمْ

***

ثُوْرُوْا عَلَى الأَنْذَاْلِ مِنْ حُكَّاْمِكُمْ

حَتَّىْ يَسُوْدَ الْحَقُّ فِيْ أَزْمَاْنِكُمْ

مِنْ حَقِّكُمْ : حُكْمٌ عَلَى الشُّوْرَىْ لِكَيْ

تَتَحَرَّرَوْا - يَاْ نَاْسُ - مِنْ إِذْعَاْنِكُمْ

وَ تُحَقِّقُوْا لِلنَّاْسِ خَيْراً مُطْلَقاً

كَالشَّمْسِ يَسْطَعُ فِيْ سَمَاْءِ هَوَاْنِكُمْ


__________________
20/6/2003

قبل ان تسالوني عن صاحبي هذا !! افشي لكم سره وهو ابو الصعود السوري سابقا وعاد ليختار ابا النزول المعري تضامنا مع الحال التي وصل لها جيران ابي العلاء رحمه الله .

ولقد كتب لي يرحمه الله بالهيروغليفية المتبعة بيننا :
...... انني يا ابا نعيم قد طلقت الاسماء المستعارة ودخلت الواحة عضوا كريما كما تراني فلعلك بهذا تثير هواجسهم وتريحهم من العبث اللامجدي في البحث عن القائل ولا تنسى ان تطلب لي منهم الدعاء فلقد كتبتها وعيني تفيض دمعا وقلبي يكاد يخلع من فرط كا اشعر به من هوان الامة وعجز رجالها. و.....(.خاص )

اخوك ابو الصعود .

فليرحمه الله و يرحمنا .

نشكر لك نقلك .

إن كان هو أبا الصعود أم أبا النزول فالقصيدة مميزة بشكل عام وأرى الفكر مقدم على الشعر وهذا ما يدفعني لمدحها.

شكراً لك أخي أبا نعيم وشكراً لصاحبك وأسألك بربك أن نعمل معاً بمنهجية الواحة المعتمدة على الحوار المنطقي العلمي والقائمة على الإفادة والاحترام المتبادل.


دمت بخير من الله

اخي الحبيب سمير : طلباتك غالية ... وانت مستودع للمودة وينبوعا للمحبة ...سوف اتذكر اسطرك هذه جيدا في كتاباتي القادمة ان شاء الله ... وارجو ان نعفيك مستقبلا من تذكيرنا بها ان شاء الله .

اشكرك من القلب لتقريظك ما جاء في القصيدة ... واعلم انك صاحب مدرسة في التوجيه ...ولا اجد في نفسي ما يمنعني من ان اكون تلميذا فيها .

الأستاذ الفاضل ابا نعيم حفظه الله نظرة تأمل في هذه القصيدة تجعل الإنسان يكبر فكر كاتبها وناقلها ما أحوجنا لمن يضع لنا النقاط على الحروف ويضيء لنا الطريق ويبصرنا بقضايا الأمة المميعة والمضللة شكرا لك ولصديقك ويسعدني التعرف عليكما أكثر . اخوكم ابو محمد