|
نناديكم وقد عظُمَ البلاءُ |
نناديكم فهل بلغَ النداءُ؟ |
بني قومي أما فيكم رجالٌ |
لنا فيهم بنكبتنا العزاءُ |
فلا للشرقِ أو للغربِ عهدٌ |
ولا للعُرْبِ إن قالوا مَضاءُ |
وقد عَدَلوا بنا جَنِفاً غشوماً |
فلا واللهِ ما نحنُ سواءُ |
وأرضُ الشامِ بالأعداء ضاقتْ |
بني الإسلامِ هل ذهب الإخاءُ؟ |
نُسَامُ الخَسفَ في أرضٍ غرسنا |
كَرامتها وروَّتها الدِّماءُ |
غُصِبنا أرضنا ظلماً وفيها |
لنا من كل وارفةٍ عطاءُ |
وفيها كل رابيةٍ رداهٌ |
وبتنا ليس يؤوينا فضاءُ |
نفرُ من الجحيمِ إلى جليدٍ |
فيقتلنا الرصاصُ أو الشتاءُ |
تجمد في أيادينا رضيعٌ |
فلا قوتٌ يقيهِ ولا غطاءُ |
صقيعُ الثلجِ ليس له دِثارٌ |
ونارُ الحربِ ليس لها انطفاءُ |
أغيثوا شعبنا دفئاً وقوتاً |
وعند الله في هذا الجزاءُ |
ركام الثلج ليس له تقاةٌ |
سِوى الأجسادِ يرهقها الخِواءُ |
ونار الحرب ليس لها وقودٌ |
سِوى أشلاءِ ما تلدُ النساءُ |
بُلينا بالمصائبِ وابتليتم |
بنا فالكلُ شرعتُهُ البلاءُ |
وإن كان البلاءُ لنا عقاباً |
فهل نعماءُ من نَعِموا اصطفاءُ؟ |
جزى الله المناصر للثكالى |
ومن آوى الشريد ولا إواءُ |
ومن مُدت يداهُ بغيرِ منٍّ |
لِمنْ أقصىَ مُناهُ غِذاً وماءُ |
فما الدنيا سِوى عيشٍ رغيدٍ |
ويعقبهُ لِما جُمعَ الفناءٌ |
أو الدنيا حُفُوفُ العيشِ فيها |
ويعقبهُ لمن صبروا الرخاءُ |
وإن ضاقت رحابُ الأرض عنا |
فهل ضاقتْ بمبتهلٍ سماءُ؟ |