بين الرصاص والصقيع


نناديكم وقد عظُمَ البلاءُ
نناديكم فهل بلغَ النداءُ؟
بني قومي أما فيكم رجالٌ
لنا فيهم بنكبتنا العزاءُ
فلا للشرقِ أو للغربِ عهدٌ
ولا للعُرْبِ إن قالوا مَضاءُ
وقد عَدَلوا بنا جَنِفاً غشوماً
فلا واللهِ ما نحنُ سواءُ
وأرضُ الشامِ بالأعداء ضاقتْ
بني الإسلامِ هل ذهب الإخاءُ؟
نُسَامُ الخَسفَ في أرضٍ غرسنا
كَرامتها وروَّتها الدِّماءُ
غُصِبنا أرضنا ظلماً وفيها
لنا من كل وارفةٍ عطاءُ
وفيها كل رابيةٍ رداهٌ
وبتنا ليس يؤوينا فضاءُ
نفرُ من الجحيمِ إلى جليدٍ
فيقتلنا الرصاصُ أو الشتاءُ
تجمد في أيادينا رضيعٌ
فلا قوتٌ يقيهِ ولا غطاءُ
صقيعُ الثلجِ ليس له دِثارٌ
ونارُ الحربِ ليس لها انطفاءُ
أغيثوا شعبنا دفئاً وقوتاً
وعند الله في هذا الجزاءُ
ركام الثلج ليس له تقاةٌ
سِوى الأجسادِ يرهقها الخِواءُ
ونار الحرب ليس لها وقودٌ
سِوى أشلاءِ ما تلدُ النساءُ
بُلينا بالمصائبِ وابتليتم
بنا فالكلُ شرعتُهُ البلاءُ
وإن كان البلاءُ لنا عقاباً
فهل نعماءُ من نَعِموا اصطفاءُ؟
جزى الله المناصر للثكالى
ومن آوى الشريد ولا إواءُ
ومن مُدت يداهُ بغيرِ منٍّ
لِمنْ أقصىَ مُناهُ غِذاً وماءُ
فما الدنيا سِوى عيشٍ رغيدٍ
ويعقبهُ لِما جُمعَ الفناءٌ
أو الدنيا حُفُوفُ العيشِ فيها
ويعقبهُ لمن صبروا الرخاءُ
وإن ضاقت رحابُ الأرض عنا
فهل ضاقتْ بمبتهلٍ سماءُ؟



وهذا مونتاج للقصيدة إذا كانت قوانين الواحة تسمح بذلك

https://youtu.be/kjyB4B7XBVI